في تطور استثنائي يحبس الأنفاس، تتجه أنظار مئات الآلاف من الشباب السعودي نحو وزارة الدفاع التي فتحت لأول مرة في تاريخ المملكة باب التجنيد الموحد للرجال والنساء معاً في جميع أفرع القوات المسلحة. 5 أيام فقط تفصل بين هؤلاء الشباب وحلم الانضمام لصفوف المدافعين عن الوطن، في نافذة ذهبية قد لا تتكرر لسنوات قادمة. العد التنازلي بدأ، والمنافسة ستكون أشرس من معركة حقيقية - فقط الأقوى والأجدر سيحصل على شرف حمل راية الوطن.
تشهد المملكة حمى تسجيل حقيقية منذ إعلان وزارة الدفاع عن البرنامج الموحد، حيث 21 شرطاً صارماً تقف حاجزاً أمام من يحلم بارتداء الزي العسكري الأخضر. نورا المطيري، خريجة هندسة عمرها 25 عاماً، تحكي بحماس: "هذه فرصة العمر لأكون جزءاً من القوات المسلحة وأخدم وطني بكرامة." أصوات الكليك المتكررة على أزرار التسجيل تملأ البيوت السعودية، بينما تضيء شاشات الحاسوب بآلاف الطلبات المتدفقة كالسيل. الحد الأدنى للطول 160 سم للرجال و155 سم للنساء قد يحرم المئات من تحقيق حلمهم، في حين أن شرط العمر المحدد بدقة يضع حاجزاً زمنياً لا يرحم.
يأتي هذا البرنامج التاريخي ضمن رؤية 2030 الطموحة لتطوير القدرات العسكرية السعودية، متجاوزاً النظام القديم الذي كان يجند لكل فرع منفصلاً. د. عبدالله الشهري، خبير الشؤون العسكرية، يؤكد: "هذا البرنامج نقلة نوعية ستعزز قوة الجيش السعودي وتجعله أكثر تماسكاً وتطوراً." التحديات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة وموقع المملكة الاستراتيجي يتطلبان قوات مسلحة أكثر قوة وتنوعاً، وهو ما يفسر الشروط الصارمة التي وضعتها الوزارة. المقارنة واضحة: مثل معركة اليرموك التاريخية، الهدف هو انتقاء الأقوى والأصلح للدفاع عن الأرض المقدسة.
آلاف الأسر السعودية تعيش لحظات مصيرية هذه الأيام، فالقبول في هذا البرنامج لا يعني مجرد وظيفة، بل تغييراً جذرياً في مسار الحياة بأكملها. سعود الحربي، والد أحد المتقدمين، يقول بفخر: "أتمنى أن يحظى ابني بشرف خدمة الوطن والدفاع عن حدوده المقدسة." الأمان الوظيفي مدى الحياة، والرواتب المجزية، والمزايا الاجتماعية الاستثنائية تنتظر من يجتاز هذا الاختبار الصعب. لكن في المقابل، أحمد الغامدي البالغ من العمر 17 عاماً يعيش مرارة الانتظار - شهور قليلة تفصله عن الحد الأدنى للعمر، وقد تكلفه حلم العمر. النتائج المتوقعة مذهلة: جيل جديد من العسكريين المدربين على أعلى المستويات سيحمي المملكة في عصر التحديات المتزايدة.
مع اقتراب الموعد النهائي للتقديم في 20/6/1447هـ، يسود المملكة ترقب مشحون بالتوتر والآمال العريضة. هذا البرنامج التاريخي يعد بتخريج جيل جديد من العسكريين سيكتبون فصلاً جديداً في تاريخ القوات المسلحة السعودية. الفرصة لن تعود قريباً - خمسة أيام تحمل وزن المستقبل، وحلم خدمة الوطن معلق بخيط رفيع من التوقيت المحدود والشروط الصارمة. هل ستكون من المحظوظين الذين يحملون شرف خدمة الوطن، أم ستندم على تفويت فرصة العمر؟
