في تطور زراعي مذهل يعيد تشكيل خريطة الإنتاج الغذائي، حققت أشجار الزيتون في مرتفعات ريمة نجاحاً بنسبة 100% خلال موسم واحد فقط - رقم لم تحققه حتى أعرق مزارع البحر المتوسط. بعد 30 عاماً من شراء الزيتون المستورد بأسعار مضاعفة، اكتشف المزارعون اليمنيون أنهم جالسون على كنز مدفون. القطار انطلق من ريمة، ومن لا يصعد الآن قد يفوته إلى الأبد.
في مرتفعات ريمة، حيث يعانق الضباب قمم الجبال عند الفجر، كُتبت أولى صفحات ثورة الزيتون اليمنية. كل شجرة بلا استثناء حققت نمواً مثالياً في 12 شهراً بدلاً من السنوات الثلاث إلى الخمس المعتادة. "لم نتوقع هذا النجاح السريع، الأشجار نمت كأنها في بيتها الطبيعي"، يقول أحد المزارعين بينما الفرحة تعم وجوه الزراعين وهم يرون حلمهم يتحقق أمام أعينهم. أحمد السنيدار، المزارع الخمسيني الذي اضطر لشراء زيت الزيتون بثلث راتبه الشهري، يشاهد الآن قصة نجاح تتكتب في حقله.
لسنوات طويلة، اضطر اليمنيون لدفع أسعار مضاعفة لاستيراد الزيتون من دول البحر المتوسط، بتكاليف باهظة أنهكت كاهل الأسر. الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة دفعت المزارعين للبحث عن بدائل محلية بديلاً عن الاستيراد المكلف. هذه التجربة تذكرنا بنجاح زراعة البن اليمني الذي اشتهر عالمياً لقرون، حين اكتشف العالم أن الأرض اليمنية قادرة على إنتاج أجود الأصناف. الخبراء يؤكدون أن مناخ ريمة المشابه لمناطق البحر المتوسط يضمن استمرار هذا النجاح المذهل.
قريباً، ستجد الأسر اليمنية زيتوناً محلياً بأسعار معقولة بدلاً من الاستيراد المكلف، في تحول جذري سيخفف العبء عن الميزانيات المنزلية. توسع التجربة لمناطق أخرى وإمكانية تصدير الفائض مستقبلاً تبدو وشيكة، مما يفتح آفاقاً استثمارية ذهبية. الفرصة أمام المستثمرين ذهبية في هذا القطاع الواعد، رغم وجود أصوات حذرة تحذر من التسرع في التوسع دون دراسات كافية. عبدالله المقطري، مزارع شاب، يصف المشهد: "رأيت الأشجار تنمو أمام عيني كل يوم، كان مشهداً لا يُصدق".
تجربة ريمة أثبتت أن الأرض اليمنية قادرة على مفاجآت إيجابية تعيد رسم خريطة الإنتاج الزراعي. خلال سنوات قليلة، قد نشهد ميلاد صناعة زيتون يمنية حقيقية تنافس أعرق المناطق الإنتاجية. الوقت مناسب للاستثمار في هذا القطاع الواعد ودعم المزارعين الرواد الذين فتحوا باب الأمل. هل ستصبح ريمة عاصمة الزيتون الجديدة في الجزيرة العربية؟