كل 60 ثانية، يفقد مصري بصره للأبد بسبب مرض صامت يمكن الوقاية منه بالكامل. في تطور ثوري قد يغير وجه الطب في المنطقة، أعلنت مصر والسعودية عن شراكة تاريخية تهدف لإنقاذ ملايين العيون وتحويل مصر إلى أكبر مُصدر للدواء في أفريقيا والشرق الأوسط. الجلوكوما - اللص الصامت - يهاجم الآن دون أعراض واضحة، و2.7 مليون مصري مهددون بالعمى الكامل.
في لقاء تاريخي سيرسم مستقبل الصحة في مصر، بحث الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة مع ممثلي شركة جمجوم فارما السعودية إطلاق مبادرة وطنية مشتركة لمكافحة الجلوكوما تستهدف 80 مليون مصري. أحمد محمود، 55 عاماً، يروي مأساته بصوت مكسور: "فقدت بصر عيني اليمنى دون أن أشعر بأي ألم... لو كنت أعرف أن الفحص البسيط كان سينقذ بصري." الإحصائيات صادمة: 60% من مرضى الجلوكوما لا يعلمون بإصابتهم حتى يفقدوا 40% من قوة الإبصار، بينما يمكن تجنب 300 ألف حالة عمى سنوياً بالكشف المبكر.
هذه المبادرة تأتي بعد نجاح مبادرات الرئيس السيسي الصحية الاستثنائية مثل "100 مليون صحة" التي فحصت 60 مليون مواطن، و"نور حياة" التي أنقذت بصر الملايين. أزمة النقد الأجنبي وارتفاع أسعار استيراد الأدوية بنسبة تزيد عن 300% دفعت مصر للسعي نحو الاستقلال الدوائي. د. محمد الشناوي، أستاذ طب العيون، يؤكد أن "90% من حالات العمى بالجلوكوما قابلة للوقاية، والشراكة السعودية-المصرية ستوفر مليارات الدولارات من النقد الأجنبي وتضع مصر على خريطة التصنيع الدوائي العالمية."
المبادرة ستطلق حملات فحص مبكر واسعة النطاق تشمل وحدات ومركبات متنقلة تجوب القرى النائية، حاملة معها أجهزة فحص حديثة وفرق طبية مدربة. فاطمة أحمد، 45 عاماً، تحكي قصة نجاحها: "اكتشفت إصابتي مبكراً في إحدى الوحدات المتنقلة، والآن أحافظ على بصري بعلاج بسيط يكلف جنيهات قليلة." الخطة تتضمن دمج الفحوصات الدورية في خدمات الرعاية الأساسية، وإطلاق حملة توعوية قومية تستهدف كل من تجاوز الأربعين. النتائج المتوقعة: انخفاض معدلات العمى بنسبة 60% خلال خمس سنوات، وتوفير فحوصات مجانية في كل قرية ومدينة مصرية.
هذه الشراكة التاريخية لا تكتفي بإنقاذ البصر، بل تؤمن مستقبل الدواء لثمانين مليون مصري وتضع الأسس لتحويل مصر إلى عاصمة الدواء في المنطقة خلال عقد واحد. الرسالة واضحة: احجز موعد الفحص الآن، فالجلوكوما لا ينتظر وقتك المناسب. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل ستنتظر حتى تشاهد العالم يختفي تدريجياً أمام عينيك، أم ستتحرك اليوم لحماية أغلى ما تملك؟