الرئيسية / شؤون محلية / حصري: الكشف عن أسرار العوائل المقدسة في مكة... تاريخ 14 قرناً من النسب الشريف!
حصري: الكشف عن أسرار العوائل المقدسة في مكة... تاريخ 14 قرناً من النسب الشريف!

حصري: الكشف عن أسرار العوائل المقدسة في مكة... تاريخ 14 قرناً من النسب الشريف!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 08 ديسمبر 2025 الساعة 09:05 صباحاً

في كشف تاريخي مذهل يهز أسس المعرفة بالتراث المكي، يوثق كتاب جديد للشيخ عبدالله الغازي 1400 عام من التاريخ الاجتماعي لمكة المكرمة في أكثر من 30 عائلة عريقة ما زالت تحتفظ بجذورها منذ القرون الأولى للإسلام. هذا الكشف الاستثناري يحمل أسراراً مدفونة عن العوائل المقدسة التي شهدت تطور الحرم الشريف عبر العصور، قبل أن تضيع الذاكرة الجماعية إلى الأبد.

البداية كانت صادمة حين كشف الشيخ الغازي عن تغيير جذري في التركيبة السكانية لمكة، حيث ذكر الشيخ جعفر في مصدره التاريخي: "لم يبقَ فيها من الأهلين إلا قليل، مع من جاورهم من مسلمي الآفاق للتشرف بالجوار". أحمد المكي، الباحث في الأنساب المكية، يقول بانفعال: "هذا الكتاب كنز حقيقي، وجدت فيه تاريخ عائلتي الذي ظننت أنه ضاع للأبد". وبين صفحات الكتاب تبرز أسماء عوائل خالدة: الأشراف الحسنيين، آل دحلان، والطبري المنتسبون للحسين رضي الله عنه.

الأكثر إثارة أن تقليد نداء "يا غريب بلادك" استمر لأكثر من 14 قرناً منذ عهد الفاروق عمر بن الخطاب، مما يكشف عمق الجذور التاريخية لمكة كمدينة عالمية. قطب الدين، المؤرخ المكي من القرن العاشر، وثّق تجديد المسجد الحرام وإجراء عين زبيدة، في حين كانت مكة تعتمد على عين حنين فقط. هذا التطور التاريخي يشبه تماماً كيف احتفظت أثينا بتاريخ عوائلها اليونانية، فاحتفظت مكة بسجل عوائلها المقدس عبر القرون.

فاطمة الطبري، من أحفاد آل الطبري العريق، تتحدث بدموع الفرح: "أخيراً وجدت تاريخ أجدادي مكتوباً بالتفصيل، كنت أسمع القصص من جدتي ولم أتخيل أن لها هذا العمق التاريخي". الكتاب يكشف عن تنوع مذهل في العوائل المكية: من بيت القطبي وآل الفتني، إلى خوقير والدهلوية وباناجة، كل منها تحمل إرثاً يمتد عبر القرون. د. محمد الغامدي، أستاذ التاريخ الإسلامي، يؤكد: "هذا العمل يملأ فراغاً هائلاً في توثيق الهوية الاجتماعية لأقدس بقاع الأرض".

في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيير وتذوب الهويات التراثية، يأتي هذا الكتاب كمنارة تضيء طريق الأجيال القادمة نحو جذورها المقدسة. إنه ليس مجرد توثيق للأنساب، بل حفظ لذاكرة جماعية تحمل عبق 14 قرناً من التاريخ الإسلامي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: في زمن العولمة والتغيير المتسارع، هل سنحافظ على هذا الإرث الثمين أم سنتركه ينزلق إلى طي النسيان؟

اخر تحديث: 08 ديسمبر 2025 الساعة 10:00 صباحاً
شارك الخبر