في كشف صادم هز الشارع السعودي، كشفت الإدارة العامة للمرور عن أن 140 متراً - هذه المسافة التي تقطعها سيارتك بسرعة 100 كم/ساعة خلال 5 ثوانٍ فقط من النظر لرسالة نصية بريئة. والأكثر رعباً؟ أن 70% من الحوادث القاتلة تحدث بسبب هذا السلوك الذي يمارسه ملايين السائقين يومياً دون إدراك أنهم يلعبون الروليت الروسي بحياتهم وحياة الآخرين.
التفاصيل المروعة التي كشفها المرور السعودي تؤكد أن كل ثانية انشغال بالهاتف تعادل القيادة مُعصب العينين. أحمد المطيري، 28 عاماً، يروي لحظات الرعب: "كنت أقرأ رسالة من زوجتي على طريق الرياض-الدمام، وفجأة وجدت نفسي أطير في الهواء... الثواني الخمس تلك كلفتني ستة أشهر في المستشفى وكسور في العمود الفقري." الخبراء يؤكدون أن استخدام الهاتف أثناء القيادة يزيد احتمالية الحوادث بنسبة 400% مقارنة بالقيادة الطبيعية.
الجذور العميقة لهذه الكارثة تمتد إلى ثورة الهواتف الذكية التي اجتاحت حياتنا. فبينما تسعى المملكة في رؤية 2030 لتحقيق أعلى معايير السلامة المرورية، يواجه المختصون تحدياً هائلاً في كسر إدمان السائقين على هواتفهم. د. محمد الشهري، خبير السلامة المرورية، يحذر: "الثانية الواحدة من عدم التركيز كافية لتغيير حياة إنسان إلى الأبد. نحن نشهد وباءً صامتاً أكثر فتكاً من أي فيروس." الإحصائيات العالمية تشير إلى أن 27% من حوادث المرور مرتبطة بهذا السلوك القاتل.
التأثير المدمر لا يتوقف عند السائق المهمل، بل يمتد لتدمير أسر بأكملها. فاطمة العتيبي، أم لثلاثة أطفال، تحكي بدموع الألم: "رأيت بعيني سيارة تصطدم بالحاجز أمامي مباشرة... السائق كان ينظر لهاتفه. كان بإمكان أطفالي أن يكونوا في تلك السيارة." الخبراء يحذرون من أن كل عائلة سعودية باتت عرضة لهذا الخطر المحدق، فالمسافة التي تقطعها خلال 5 ثوانٍ من عدم التركيز تعادل طول ملعب كرة قدم كامل تقطعه وأنت أعمى تماماً.
الرسالة واضحة من المرور السعودي: الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح البريئة. السؤال الذي يجب أن يطرحه كل سائق على نفسه الآن: "هل تستحق رسالة نصية أن تكلفك حياتك أو حياة طفل بريء؟" القرار في يدك، والثواني القادمة قد تحدد مصير حياتك إلى الأبد.