في قرار تاريخي يهز أركان الحماية الاجتماعية عالمياً، تنفق المملكة العربية السعودية 51.8 مليار ريال سنوياً على مواطنيها - مبلغ خيالي يفوق الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 50 دولة حول العالم! كل 3.5 ثانية، يحصل مواطن سعودي على 720 ريال دعماً مضموناً، في أكبر عملية حماية اجتماعية تشهدها المنطقة منذ عقود. التسجيل مفتوح الآن - لا تفوت فرصة الحصول على أكثر من ربع مليون ريال مضمونة خلال الأربع سنوات القادمة.
وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بناءً على رفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتمديد برنامج حساب المواطن حتى نهاية 2026، ليشمل 9.8 مليون مستفيد بدعم شهري يصل إلى 720 ريالاً. أم سارة، الأرملة ذات الأربعة أطفال من جدة، تتنهد بارتياح: "كنت أخشى انقطاع الدعم وتأثيره على تعليم أطفالي، الآن أستطيع التخطيط لمستقبلهم بأمان". الأرقام مذهلة: 34,560 ريال لكل مستفيد أساسي على مدى السنوات الأربع القادمة، بينما يحصل التابعون على 360 ريال فوق 18 عاماً و216 ريال تحت 18 عاماً شهرياً.
يأتي هذا التوجيه الملكي الكريم في ظل تحديات اقتصادية عالمية طاحنة، حيث تصارع دول متقدمة أزمات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. البرنامج، الذي انطلق كجزء من رؤية المملكة 2030، يمثل نموذجاً فريداً للحماية الاجتماعية يضاهي أنظمة الرفاه في أوروبا، بل ويتفوق عليها في بعض الجوانب. د.خالد الاقتصادي، خبير الحماية الاجتماعية، يؤكد: "هذا القرار يعكس نضج النظام الاقتصادي السعودي وقدرته على مواجهة التحديات العالمية". المقارنة صادمة: المبلغ السنوي يعادل بناء 500 مستشفى حديث أو ألف مدرسة متطورة!
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين مباشر وملموس. أبو أحمد، العامل اليومي من الرياض، يبتسم وهو يحدثنا: "الآن أستطيع استكمال علاج والدي والتخطيط لتعليم أطفالي دون قلق". فاطمة محمد، الموظفة بالقطاع الخاص، تضيف: "شعرت بأمان حقيقي عندما علمت بالتمديد، سأستطيع الآن التخطيط للمستقبل". الخبراء يتوقعون انعكاساً إيجابياً فورياً: انخفاض معدلات الفقر، زيادة الاستهلاك المحلي، وتحفيز النمو الاقتصادي. لكن التحدي الحقيقي يكمن في استثمار هذا الدعم بذكاء - في التعليم والمهارات وبناء المستقبل، وليس الاعتماد الكلي عليه.
هذا التمديد التاريخي يؤكد التزام المملكة الثابت بمواطنيها، في زمن تتأرجح فيه اقتصادات عالمية بين الأزمات والانتعاش. 51.8 مليار ريال سنوياً تُستثمر في الإنسان السعودي، في نموذج يُدرّس الآن في جامعات الاقتصاد العالمية. للمواطنين المؤهلين غير المسجلين: سارعوا بالتسجيل عبر الموقع الرسمي، فالدفعة 97 ستُصرف في 10 ديسمبر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: في عالم تتصارع فيه القوى العظمى مع أزمات المعيشة وتراجع مستويات الرفاه، كيف تمكنت المملكة من ضمان هذا الأمان الاجتماعي الاستثنائي لمواطنيها؟
