في خطوة تاريخية تهز أركان السوق المصرفي السعودي، أطلق بنك الرياض عرضاً استثنائياً يمنح 180 ألف ريال تمويلاً شخصياً بدون تحويل الراتب للمرة الأولى في تاريخ المملكة. هذا المبلغ الضخم - الذي يعادل راتب موظف متوسط لمدة سنتين ونصف - أصبح متاحاً فوراً لموظفي البنوك والشركات التابعة مع إمكانية السداد على مدى 60 شهراً كاملة.
أحمد العتيبي، موظف بنكي يبلغ من العمر 28 عاماً، لم يصدق عينيه عندما اكتشف أن حلمه بتوسيع مشروعه التجاري أصبح على بُعد خطوات قليلة. "لطالما حلمت ببدء مشروع خاص، لكن عدم وجود رأس المال كان العائق الأكبر. الآن، بـ180 ألف ريال بدون تعقيدات تحويل الراتب، أشعر وكأن الباب انفتح أمام مستقبل جديد"، يقول أحمد وهو يتصفح أوراق التقديم في أحد فروع بنك الرياض الأنيقة.
خلف هذا العرض الثوري تقف رؤية المملكة 2030 الطموحة لتطوير القطاع المالي وتعزيز المنافسة المصرفية. د. فايز الشمري، خبير في التمويل الإسلامي، يؤكد أن هذا النوع من التمويل يمثل نقلة نوعية: "منذ عقود لم نشهد مثل هذا التسهيل في الحصول على التمويل. التوافق الكامل مع أحكام الشريعة الإسلامية يضيف بُعداً أخلاقياً مهماً لهذا المنتج الاستثنائي". الخبراء يتوقعون ثورة حقيقية في سوق القروض الشخصية قد تدفع البنوك الأخرى لتطوير منتجات مشابهة.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين السعوديين سيكون جذرياً. سارة المطيري، موظفة في إحدى الشركات التابعة، تخطط لاستخدام التمويل لشراء سيارة أحلامها وتجهيز منزلها الجديد. "180 ألف ريال تعني الكثير - إنها دفعة أولى لمنزل، أو سيارة فاخرة، أو حتى رأس مال لمشروع صغير". المحلل الاقتصادي خالد البراك يتوقع زيادة النشاط الاقتصادي وتحفيز الاستهلاك، لكنه يحذر: "الفرصة ذهبية، لكن الحكمة في إدارة الديون أساسية لتجنب المشاكل المستقبلية".
مع شروط مرنة تشمل حداً أدنى للراتب 8 آلاف ريال فقط وعمر 23 سنة، يبدو أن عام 2026 قد يصبح نقطة تحول في تاريخ التمويل الشخصي بالمملكة. العرض متاح الآن في جميع فروع بنك الرياض، والسؤال المحوري: هل ستكون من المحظوظين الذين يغتنمون هذه الفرصة الذهبية قبل أن تصبح مجرد ذكرى في تاريخ الخدمات المصرفية السعودية؟
