في تطور مثير هز عالم الكرة العربية، نجحت 7 منتخبات في تحقيق حلم التأهل لكأس العرب 2025 بعد معارك طاحنة في التصفيات، لتنضم إلى 9 منتخبات أخرى مؤهلة مسبقاً في ملحمة كروية تاريخية ستقام في قطر خلال ديسمبر المقبل. البحرين وسوريا وفلسطين قادت موجة الانتصارات في ليلة لن ينساها عشاق الكرة العربية، بينما بقي أقل من شهر واحد على انطلاق أقوى بطولة عربية شهدها التاريخ الحديث.
شهدت التصفيات الأخيرة مواجهات نارية أطاحت بأحلام منتخبات لبنان وليبيا وموريتانيا وجنوب السودان، بينما احتفلت شوارع المنامة ومسقط والكويت بوصول منتخباتها للنهائيات. أحمد العماني، الذي سجل الهدف الحاسم لمنتخب عُمان، وصف اللحظة قائلاً: "شعرت بقلبي يتوقف عن النبض، ثم انفجر فرحاً عندما اهتزت الشباك". الأرقام تتحدث عن نفسها: 16 منتخباً سيتنافسون على مدار 18 يوماً في أربع مجموعات متفجرة، بعد انتظار دام 4 سنوات كاملة منذ آخر نسخة.
البطولة تحمل طعماً خاصاً هذا العام، فالجزائر البطل المدافع ستواجه تحدياً حقيقياً من منتخبات طموحة تسعى لإثبات وجودها على الخريطة العربية. د. سعد الرياضي، المحلل الكروي المخضرم، يرى أن "المنتخبات الخليجية الثلاث قد تحدث مفاجآت كبيرة، خاصة مع اللعب في منطقتها والدعم الجماهيري المتوقع". التقسيم الناري للمجموعات وضع قطر مع تونس وسوريا وفلسطين، بينما ستواجه المغرب والسعودية تحدي عُمان وجزر القمر في مجموعة متوازنة القوى.
الترقب الشعبي وصل مستويات قياسية، مع تسجيل زيادة هائلة في حجوزات الطيران لقطر من الدول المتأهلة حديثاً. فاطمة الكويتية، التي سافرت للبحرين لمشاهدة مباراة الكويت الحاسمة، تقول بحماس: "ادخرت راتب 6 أشهر لأشاهد منتخب بلادي يحقق الحلم، والآن سأكرر التجربة في قطر". المختصون يتوقعون أن تشهد البطولة منافسة شرسة قد تعيد ترتيب القوى في الكرة العربية، خاصة مع ظهور مواهب شابة تسعى للانطلاق نحو العالمية من خلال هذا المنبر المهم.
مع اقتراب موعد الانطلاق، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء: هل ستنجح المنتخبات السبع الجديدة في كسر هيمنة القوى التقليدية؟ وهل ستشهد قطر ولادة بطل عربي جديد يعيد كتابة تاريخ الكرة في المنطقة؟ الإجابة ستأتي خلال 18 يوماً من الإثارة المطلقة، في بطولة وُعدت بأن تكون الأقوى والأكثر تشويقاً في تاريخ كأس العرب.