في لحظة لن تمحوها ذاكرة كرة القدم التركية، شهدت الدقيقة 96 من ديربي إسطنبول المشتعل معجزة حقيقية عندما انقض جون دوران كالصاعقة ليسجل هدف التعادل القاتل لفنربخشة أمام غلطة سراي. نقطة واحدة فقط تفصل بين عرش الكرة التركية والهاوية، وفي 6 دقائق إضافية تحولت فرحة مؤكدة إلى كابوس مرعب لجماهير غلطة سراي.
بدأت المأساة لفنربخشة مبكراً عندما افتتح النجم ليروي ساني التسجيل في الدقيقة 27، مستغلاً خبرته الأوروبية الهائلة التي اكتسبها في بايرن ميونيخ. "لم أصدق عيني عندما رأيت الكرة تدخل الشباك في اللحظة الأخيرة" قالت فاطمة أردوغان، مشجعة فنربخشة التي صرخت من الفرح حتى فقدت صوتها. أما محمد الغالي، مشجع غلطة سراي من 30 عاماً، فقد غادر الملعب قبل النهاية بدقيقتين معتقداً أن فريقه حسم المباراة نهائياً.
ديربي إسطنبول ليس مجرد مباراة كرة قدم، بل الصراع الأزلي بين عملاقي تركيا حيث تتوقف مدينة بأكملها لتشهد المعركة. هذا التعادل يذكرنا بهدف أجويرو الشهير ضد كوينز بارك رينجرز عام 2012 الذي منح مانشستر سيتي لقب البريميرليغ في آخر لحظة. دوران البالغ من العمر 21 عاماً، المعار من النصر السعودي، حوّل كابوس فنربخشة إلى حلم جميل وأثبت أن الكرة السعودية قادرة على صنع المعجزات في أوروبا.
التأثير تجاوز الملعب ليصل إلى قلوب ملايين الأتراك الذين سيذكرون هذه الليلة، والمقاهي الشعبية ستتحدث عنها لأشهر قادمة. الزخم النفسي الهائل الذي حصل عليه فنربخشة قد يكون المفتاح لكسر هيمنة غلطة سراي التاريخية، بينما تلقى الأخير ضربة قاسية لمعنوياته في أسوأ توقيت ممكن. بين فرحة الأنصار وصدمة المنافسين، عاشت إسطنبول ليلة لن تُنسى، وأصوات 50 ألف مشجع تحولت في ثانية واحدة من اليأس إلى النشوة.
هدف واحد في اللحظة الأخيرة غيّر كل شيء - الصدارة لم تعد مؤكدة وغلطة سراي يحتفظ بالمركز الأول برصيد 33 نقطة بفارق نقطة واحدة فقط عن فنربخشة. الطريق إلى اللقب أصبح مفتوحاً أمام الفريقين، والمفاجآت قادمة لا محالة في بقية الموسم. هل كان هذا الهدف بداية انهيار غلطة سراي، أم مجرد عثرة في طريق الصدارة؟