535 ريالاً يمنياً... هذا ما يحتاجه المواطن اليوم لشراء دولار واحد فقط! في تطور صادم لأسواق الصرف، شهد الريال اليمني تراجعًا حادًا أمام الدولار، حيث وصل إلى 535 ريالاً للدولار الواحد. في أقل من عقد، فقد الريال اليمني أكثر من 95% من قيمته أمام الدولار، لتصبح هذه اللحظة مدمرة للمواطنين الذين لا يزالون ينتظرون إشارات استقرار. ومع بداية ديسمبر، تحدد أسعار اليوم مصير جيوب الملايين من اليمنيين، الذين لديهم القليل من الوقت للتصرف والتحضير للمستقبل. سنقدم لكم التفاصيل الكاملة لهذا التطور الكارثي.
في إعلان طال انتظاره، أفصح البنك المركزي اليمني عن أسعار صرف جديدة للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، مسجلاً استقرارًا نسبيًا مقارنة بالتقلبات المأسوية السابقة. بحسب الأرقام الرسمية، فإن فارق 2 ريال بين البيع والشراء يحقق للصرافين أرباحًا يومية تقدّر بمليارات الريالات. وصف الأسعار مستقرة نسبياً، ولكنه أكد أن القلق يبقى من تقلبات مستقبلية. على ضوء هذه التطورات، تنتظر آلاف الأسر اليمنية هذه الأرقام لتحديد ميزانياتها الشهرية.
منذ 2014، شهدت العملة اليمنية تدهورًا مستمرًا، بدءًا من 215 ريال إلى ما يزيد عن 500 للدولار الواحد الآن، مُعزَّزًا بالعوامل المركبة مثل الصراع المسلح المستمر، انقسام البنك المركزي، وتوقف إنتاج النفط. تكرار نفس المشهد الذي حدث في لبنان وتركيا، يعيد للأذهان فقدان عملاتهم لقيمتها أمام الدولار. الخبراء منقسمون بين متفائل يتوقع استقرارًا ومتشائم يحذر من انهيار قادم، مما يبقي الأسواق في وضع الترقب.
كل ارتفاع بريال واحد في سعر الصرف يشير إلى زيادة 0.2% في أسعار السلع الأساسية، مما يؤدي إلى تأثيرات شخصية هائلة على الأفراد والأسر. إذا استمر الاستقرار، قد نشهد انخفاضاً في معدلات التضخم لأول مرة منذ سنوات. بالرغم من هذه الفرص، يحذر الخبراء من مراكمة العملة المحلية في ظل عدم اليقين السياسي؛ المستهلكون متفائلون حذرون، التجار قلقون، والمغتربون محتارون في خطواتهم التالية.
يظهر الريال اليمني استقراراً نسبياً في بداية ديسمبر، لكن المخاطر تبقى قائمة. الشهور القادمة ستكشف ما إذا كان هذا الاستقرار بداية تعافي أم مجرد هدوء ما قبل العاصفة. على المواطنين تنويع مدخراتهم وعدم الاعتماد على عملة واحدة فقط. هل سيصمد الريال اليمني أمام التحديات القادمة، أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟