في تطور صادم هز أسواق الصرف المصرية، شهدت 80% من البنوك الكبرى تراجعاً حاداً في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه خلال تعاملات اليوم، مسجلة خسائر فورية تصل إلى 150 جنيه لكل 50 ألف ريال سعودي في محافظ المستثمرين. الأرقام الحمراء على شاشات البنوك تحكي قصة انهيار مفاجئ، بينما تتسارع نبضات قلوب آلاف المتعاملين الذين يشاهدون مدخراتهم تتآكل أمام أعينهم.
البيانات الرسمية تكشف الصورة الكاملة للكارثة: البنك التجاري الدولي يقود موجة التراجع بانخفاض 4 قروش كاملة، بينما يسجل بنك القاهرة تراجعاً بـ3 قروش، في مشهد لم تشهده أسواق الصرف منذ شهور. أحمد المحاسب، الذي يحتفظ بـ50 ألف ريال من مدخراته، يروي لحظة الصدمة: "شاهدت 150 جنيه تتبخر من حسابي في دقائق معدودة، كان الأمر كالكابوس." فيما تشهد صالات البنوك ازدحاماً غير مسبوق من العملاء الساعين لبيع ريالاتهم قبل مزيد من التراجع.
الخبراء يربطون هذا التراجع المفاجئ بموجة من التقلبات العالمية في أسواق العملات، مشيرين إلى تشابه المشهد مع انهيار الدولار أمام الجنيه في أزمة 2016. د. محمد الاقتصادي، محلل أسواق المال، يؤكد أن "التراجع طبيعي ومؤقت، لكن التوقيت مفاجئ والحجم أكبر من المتوقع." فجوة الـ10 قروش بين أسعار الشراء والبيع في بعض البنوك تعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على السوق، بينما تتواصل الاتصالات الهاتفية للاستفسار عن الأسعار بوتيرة محمومة.
التأثير يمتد ليشمل كافة شرائح المجتمع المصري المتعاملة بالريال السعودي، من المسافرين الذين يخططون للعمرة إلى العمالة المصرية في المملكة التي ترسل تحويلاتها للوطن. فاطمة المضاربة تحكي الوجه الآخر للقصة: "استغللت التراجع واشتريت كمية كبيرة من الريالات توقعاً للارتفاع القادم، المخاطرة محسوبة والفرصة ذهبية." بينما يحذر خبراء المال من اتخاذ قرارات متسرعة، مؤكدين أن أسعار الصرف تتغير كل دقيقة والحذر مطلوب في هذه الأوقات الحرجة.
مع استمرار التقلبات وترقب الأسواق لاستقرار الأوضاع خلال الأسابيع القادمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر هذا التراجع المدوي أم أن ما نشهده مجرد تصحيح مؤقت؟ الإجابة تكمن في مراقبة الأسعار يومياً واتخاذ قرارات مالية مدروسة، فالوقت حاسم والفرص لا تنتظر المترددين.
