في قرار صادم هز أركان الكرة المغربية، فرضت لجنة الانضباط في الكاف عقوبات قاسية على نادي الجيش الملكي بقيمة 20 ألف دولار غرامة نقدية ومنع الجماهير لمباراة كاملة، في أعقاب الفوضى التي شهدتها مباراة الأهلي المصري. خلال 90 دقيقة فقط، تحولت مدرجات الملعب إلى ساحة حرب حقيقية، حيث تطايرت المقذوفات الزجاجية كالمطر القاتل وأضاءت الألعاب النارية سماء الرعب. العقوبة نافذة فوراً، والنادي يواجه الآن 12 شهراً من الكابوس - أي انتهاك جديد قد يعني نهاية المشاركات الأفريقية إلى الأبد.
تفاصيل الليلة السوداء تكشف عن مشاهد مرعبة: شظايا الزجاج المتناثرة على أرضية الملعب، ودخان الشماريخ الخانق يغطي المدرجات، وأضواء الليزر الحمراء تخترق عيون لاعبي الأهلي كسيوف مشتعلة. أحمد الأهلاوي، مشجع مصري سافر من القاهرة، يروي بصوت مرتجف: "كنت أظن أنني في منطقة حرب، وليس في ملعب كرة قدم. رأيت الموت بعيني عندما تحطمت زجاجة بجواري مباشرة." الغرامة البالغة 20 ألف دولار تعادل راتب 40 موظف مغربي لشهر كامل، أو ثمن 4 سيارات متوسطة - ثمن باهظ لـ90 دقيقة من الجنون الجماهيري.
هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الملاعب الأفريقية مثل هذه الفوضى. الحادثة تذكرنا بمأساة ملعب الدفاع الجوي عام 2012، وبشغب الأولتراس في أوروبا خلال التسعينيات. د. محمد الرياضي، خبير القانون الرياضي، يحذر: "العقوبة معتدلة مقارنة بحجم الانتهاكات. هذه رسالة واضحة: المرة القادمة ستكون نهاية النادي في البطولات الأفريقية." السبب وراء الانفلات الأمني يعود لتراكم التوترات وضعف الإجراءات الأمنية، بالإضافة للتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أشعلت نار الفتنة قبل المباراة بساعات.
التأثير لن يقتصر على النادي فقط، بل سيمتد ليشمل كل محبي الكرة المغربية. مراد المغربي، مشجع حضر المباراة، يقول بحسرة: "ما حدث مخجل ولا يمثلنا، لكن الآن سندفع الثمن جميعاً." حضور المباريات سيصبح أصعب وأكثر تكلفة بسبب التأمين الإضافي، والقيود الأمنية ستحول الملاعب إلى سجون مكشوفة. مباراة واحدة بدون جمهور تعني خسارة 100 ألف دولار من عائدات التذاكر والبضائع، والأخطر من ذلك أن أي حادث جديد خلال السنة القادمة سيعني عقوبات أشد قد تشمل الحرمان الكامل من البطولات الأفريقية.
20 ألف دولار و12 شهراً من الرعب - هذا ثمن 90 دقيقة من الجنون الجماهيري. النادي يملك الآن فرصة ذهبية لتطوير أنظمة أمنية متقدمة وتحويل الأزمة إلى إنجاز، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تغيير العقلية الجماهيرية. على المشجعين إدراك أن الروح الرياضية أهم من النصر بأي ثمن، وعلى الأندية الاستثمار في الأمن كما تستثمر في اللاعبين. السؤال المصيري الآن: هل ستكون هذه العقوبة بداية التغيير الحقيقي، أم أننا على أعتاب كارثة أكبر ستدمر مستقبل الكرة المغربية إلى الأبد؟