في لفتة إنسانية استثنائية هزت قلوب السعوديين، غمرت آلاف زجاجات المياه المجانية مساجد مدينة جدة خلال الأيام الماضية، في مبادرة تاريخية من شركة المياه التي يملكها النجم العالمي كريستيانو رونالدو. هذه المرة الأولى التي يحول فيها نجم كرة قدم أجنبي استثماراته إلى خدمة مجتمعية مباشرة، مما أثار موجة إعجاب واسعة عبر المملكة والعالم العربي.
انتشرت مشاهد مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر عربات محملة بصناديق المياه وهي تصل إلى مساجد جدة، حاملة شعار شركة النجم البرتغالي. "فوجئت بوصول صناديق المياه صباح الجمعة، لفتة كريمة نحتاجها خاصة في أوقات الصلاة المزدحمة" قال أبو أحمد، إمام مسجد في حي الصفا، وهو يشاهد المتطوعين يوزعون الزجاجات الباردة على المصلين. محمد الغامدي، أحد رواد المساجد، أضاف بفخر واضح: "رأيت بعيني العربات وهي تفرغ المياه، شعرت بالفخر أن نجماً بهذا المستوى يهتم بنا".
تأتي هذه المبادرة بعد 11 شهراً من انضمام رونالدو إلى نادي النصر، حيث أعلن صراحة أنه أصبح "رجلاً سعودياً" وتوسع بشكل ملحوظ في استثماراته بالمملكة. مثل تفقد الحكام العرب القدماء لرعاياهم في المساجد, جاءت هذه اللفتة لتؤكد فهماً عميقاً لثقافة المجتمع السعودي وقيمه الإسلامية. د. سالم المطيري، خبير التسويق الرياضي، علق قائلاً: "هذه اللفتة تعكس فهماً عميقاً لثقافة المجتمع السعودي وتضع رونالدو كنموذج للمستثمر المسؤول اجتماعياً".
انعكست هذه المبادرة إيجابياً على الحياة اليومية للمصلين، خاصة في أوقات الذروة وصلاة الجمعة، حيث وفرت المياه الباردة راحة حقيقية للمئات. كما تُتوقع أن تشجع شخصيات عامة وشركات أخرى على محاكاة هذا النموذج من الأعمال الخيرية المجتمعية. كنبع ماء عذب في الصحراء، جاءت هذه اللفتة لتروي عطش المجتمع للاهتمام من النجوم العالميين، مما يفتح المجال أمام ثقافة جديدة من المسؤولية الاجتماعية في عالم الرياضة والأعمال.
بينما لم يتضح بعد ما إذا كان هذا القرار جاء بتوجيه مباشر من رونالدو أم كجزء من استراتيجية الشركة، إلا أن التأثير الإيجابي كان واضحاً وفورياً. هذه المبادرة قد تكون بداية لبرنامج خيري أوسع، وتضع معياراً جديداً لكيفية تفاعل النجوم الأجانب مع مجتمعاتهم المضيفة. هل ستحذو نجوم أخرى حذو رونالدو في خدمة المجتمعات التي تستضيفها، أم ستبقى هذه لفتة استثنائية في تاريخ الرياضة العربية؟