في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، انفجرت أسعار الذهب بارتفاع محطم للأرقام القياسية بـ134 ريال في 24 ساعة فقط - ما يعني أن مالك كيلو ذهب واحد ربح 134 ألف ريال بين يوم وليلة! الذهب اليوم أغلى من الألماس، وجرام واحد بـ136 دولار يعني أن أوقية الذهب تكلف راتب موظف كامل. الأسعار تتغير كل ساعة، والخبراء يحذرون: من ينتظر قد يفقد آخر فرصة للشراء بأسعار "معقولة".
في صباح الاثنين الأول من ديسمبر 2025، استيقظت الأسواق اليمنية على صدمة حقيقية عندما حطم الذهب كل الأرقام السابقة. 32,336 ريال للجرام الواحد عيار 24 - رقم خيالي يساوي راتب شهرين لموظف حكومي! "لم أر في حياتي ارتفاعاً بهذه السرعة، الناس تشتري بجنون خوفاً من المزيد" يقول أحمد الحداد، تاجر ذهب من عدن استثمر مدخراته قبل 6 أشهر وحقق أرباحاً ممتازة. الصدمة الحقيقية أصابت العائلات اليمنية، خاصة من لديهم مناسبات قريبة أو عروس في البيت.
الذهب في اليمن ليس مجرد معدن ثمين، بل ملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر منذ سنوات. ثلاثة عوامل تدفع الأسعار للجنون: ضعف الريال اليمني، التضخم العالمي، والبحث عن الاستثمار الآمن. تذكرنا هذه الارتفاعات بأزمة 2008 عندما لجأ العالم للذهب هرباً من انهيار الأسواق المالية. الخبراء منقسمون بين متوقع لمزيد من الارتفاع ومحذر من فقاعة قد تنفجر قريباً، بينما يؤكد د. عبدالله الشامي الخبير الاقتصادي أن الارتفاع مرتبط بضعف الريال والتضخم العالمي.
أم محمد من صنعاء البالغة 45 عاماً تبكي: "كنت أدخر لشراء طقم ذهبي لابنتي العروس، والآن لا أقدر حتى على سوار واحد". التوقعات تشير إلى تراجع مبيعات الذهب للاستهلاك الشخصي بنسبة 40%، مع تزايد الاستثمار التجاري من قبل كبار التجار. بين محبط ومتفائل، التجار يحتفلون بالأرباح الجنونية بينما المواطنون يبحثون عن البدائل ويؤجلون مشتريات المجوهرات. خبراء المال ينصحون: "لا تشتر بدافع الخوف، ولا تبع بدافع الطمع - الذهب لعبة الصابرين".
ارتفاع صاعق بـ134 ريال في يوم واحد، أسعار تلامس السحاب، وسوق يعيش حالة من الجنون المنضبط. هل سنشهد مزيداً من الارتفاع أم أن السوق على وشك التصحيح؟ راقب السوق عن كثب، نوع استثماراتك، ولا تدع العواطف تتحكم في قراراتك المالية. السؤال الآن: هل الذهب ما زال في متناول اليمني العادي، أم أنه أصبح حكراً على الأثرياء؟