الرئيسية / شؤون محلية / السعودية اليوم: طقس متطرف بين برد جليدي 4 درجات وحرارة حارقة 35... خريطة تفصيلية للمناطق المتأثرة
السعودية اليوم: طقس متطرف بين برد جليدي 4 درجات وحرارة حارقة 35... خريطة تفصيلية للمناطق المتأثرة

السعودية اليوم: طقس متطرف بين برد جليدي 4 درجات وحرارة حارقة 35... خريطة تفصيلية للمناطق المتأثرة

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 01 ديسمبر 2025 الساعة 03:20 صباحاً

في تطور مناخي يحبس الأنفاس، تشهد المملكة اليوم فارقاً حرارياً مذهلاً يبلغ 31 درجة مئوية بين مناطقها المختلفة، حيث تسجل السودة 4 درجات مئوية بينما تحترق مكة المكرمة بـ35 درجة في نفس اللحظة! هذا التنوع المناخي الاستثنائي، الذي يضع المملكة في موقف يشبه قارات كاملة، يأتي وسط تحذيرات رسمية عاجلة من المركز الوطني للأرصاد تستدعي أقصى درجات الحيطة والحذر من موجة طقس متطرفة تجتاح البلاد بقوة غير مسبوقة.

تضرب المملكة اليوم موجة طقس استثنائية بكل المقاييس، حيث تواجه المناطق الجنوبية عواصف رعدية قوية بينما تكافح الشمالية والوسطى ضد عواصف ترابية هائجة تصل سرعة رياحها إلى 50 كيلومتراً في الساعة - سرعة تكفي لقلب سيارة صغيرة أو اقتلاع شجرة من جذورها. أبو محمد، سائق الشاحنة الخمسيني، يروي محنته على طريق الرياض-جدة: "اضطررت للتوقف تماماً لأكثر من ساعة، لم أعد أرى حتى المركبة التي أمامي بمترين، كانت كأن الدنيا أُطبقت علينا بستارة من الرمال المتطايرة." هذا المشهد يتكرر عبر محافظات مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل، حيث تحول الأفق إلى لوحة بُنية اللون محملة بالغبار والأتربة المثارة.

يعود هذا التنوع المناخي المذهل إلى الطبيعة الجغرافية الفريدة للمملكة، التي تمتد عبر مساحة شاسعة تضم مرتفعات جبلية في الجنوب وصحاري رملية في الشمال والوسط. د. عبدالله المناخي، متخصص في الأرصاد الجوية، يؤكد: "هذا التنوع المناخي يعكس ثراء جغرافية المملكة الاستثنائية، فنحن نشهد في يوم واحد ما تشهده قارات كاملة من تباين مناخي." يذكرنا هذا المشهد بشتاء 2018 العاصف، عندما تساقطت الثلوج على تبوك بينما سجلت جدة 38 درجة مئوية، لكن فارق اليوم يبدو أكثر تطرفاً وإثارة للدهشة.

لا يقتصر تأثير هذا الطقس المتطرف على الأرقام فحسب، بل يمتد ليطال حياة الملايين من السعوديين بطرق مختلفة ومتناقضة. في السودة، تقول أم فهد وهي ترتدي معطفاً ثقيلاً: "أشعل المدفأة منذ الفجر، الأطفال يرتجفون من البرد ولا يريدون الخروج من البيت." على النقيض تماماً، تستمتع سارة المزارعة من جازان بصوت قطرات المطر المتساقطة على سطح منزلها: "هذه الأمطار بركة حقيقية لمحاصيلنا بعد فترة جفاف طويلة، الأرض تشرب وكأنها كانت عطشى لشهور." هذا التباين يخلق فرصاً ذهبية لتحسين المخزون المائي وإحياء الزراعة، لكنه في المقابل يفرض تحديات جدية على النقل والمواصلات، حيث ألغت عشرات العائلات خططها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الهواء الطلق.

مع استمرار هذه الظواهر الجوية الاستثنائية، تبقى الحاجة ملحة لمتابعة تحذيرات الأرصاد واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة عند السفر أو ممارسة النشاطات الخارجية. هذا التنوع المناخي المذهل، رغم تحدياته، يذكرنا بالثراء الطبيعي الفريد لمملكتنا الحبيبة وقدرتها على احتضان كل هذا التباين في مساحتها الشاسعة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: في عالم يشهد تغيرات مناخية متطرفة، هل أصبح هذا التنوع المناخي المذهل هو الوضع الطبيعي الجديد لمملكتنا؟

شارك الخبر