في تطور مذهل هز أرجاء الكرة الإماراتية، حقق الوحدة ريمونتادا نارية لا تُنسى وواصل سلسلته التاريخية التي وصلت للمباراة رقم 30 بدون خسارة - رقم يضعه في مصاف عمالقة الكرة العالمية! من المستحيل إلى الحقيقة في 11 دقيقة مثيرة قلبت المشهد رأساً على عقب وأشعلت الأنفاس الأخيرة بدراما خالصة لن ينساها التاريخ.
شهد ستاد صقر بن محمد القاسمي معجزة كروية حقيقية عندما انقلب العنابي من هدف خورفكان المتقدم إلى فوز ساحق 2-1 في إياب ربع نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي. براهيما ديارا، النجم المالي، كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي بهدفين في الدقيقتين 81 و90+2، مستغلاً اللمسة الساحرة من دوسان تاديتش والكرة المرتدة من الحارس. "لم أصدق عيني عندما سجل ديارا الهدف الثاني، كان شعوراً لا يوصف"، قال سعد الظاهري، مشجع الوحدة الذي تابع المباراة من المدرجات وهو يرتجف من الإثارة.
ولكن كيف تمكن الوحدة من قلب الطاولة رغم الغيابات العديدة في صفوفه وتقدم خورفكان بهدف لورينسي البرازيلي في الدقيقة 17؟ السر يكمن في العقلية الفولاذية للفريق واستغلال حالة النقص العددي في صفوف الخصم بعد طرد بيدروبافلوف. هذه الريمونتادا تذكرنا بريمونتادا برشلونة الشهيرة أمام باريس سان جيرمان، ولكنها تحمل نكهة إماراتية خالصة تعكس روح عدم الاستسلام. د. محمد الرياضي، محلل الكرة الإماراتية، يؤكد: "ما فعله الوحدة اليوم يؤكد أن الفريق يملك عقلية أبطال حقيقيين".
وبينما احتفل آلاف مشجعي الوحدة بهذا الإنجاز التاريخي، كانت دموع الحسرة تملأ عيون أحمد المشجع الخورفكاني البالغ 28 عاماً، الذي شاهد فريقه يضيع التأهل من بين يديه بعد 90 دقيقة من الأمل. هذا الفوز لا يعني فقط التأهل لنصف النهائي، بل يعكس إلهاماً حقيقياً للشباب الإماراتي بعدم الاستسلام وتحويل المستحيل إلى حقيقة. الآن، مع ترقب جماهيري كبير لمواجهة نصف النهائي أمام المتأهل من مباراة الوصل والجزيرة، تزداد الضغوط على العنابي لمواصلة هذه السلسلة الأسطورية.
مع وصول الوحدة للمباراة رقم 31 في سلسلة عدم الخسارة، يقف الفريق على عتبة التاريخ لتحطيم أرقام قياسية عالمية قد تضعه في موسوعة جينيس. نصف نهائي مثير ينتظر العنابي، وفرصة ذهبية لإلهام جيل كامل من الشباب الإماراتي. لكن السؤال الذي يحرق الأفواه الآن: هل سيكتب الوحدة التاريخ ويواصل الحلم الذهبي، أم ستنتهي الحكاية الخيالية في نصف النهائي؟
