في مشهد مرعب يشهده سكان المملكة هذه اللحظة، تجتاح 9 مناطق سعودية عاصفة جوية عنيفة بسرعة رياح تصل إلى 50 كم/ساعة وأمواج بارتفاع 2.5 متر - بارتفاع شقة سكنية كاملة! المركز الوطني للأرصاد يصدر إنذاراً عاجلاً محذراً من أمطار رعدية مدمرة وعواصف ترابية قاتلة تحجب الرؤية تماماً. الوقت ينفد أمام المواطنين للاحتماء من قوة الطبيعة الجامحة.
أبو محمد، سائق شاحنة من جازان، يروي لحظات الرعب التي عاشها: "توقفت 3 ساعات كاملة وسط الطريق.. العاصفة الترابية حولت النهار إلى ليل دامس". في الوقت نفسه، تشهد مناطق عسير والباحة زخات برد بحجم كرة التنس تسقط كالرصاصات على الأسطح، بينما تتلاطم أمواج البحر الأحمر كوحوش مائية عملاقة تهدد كل من يجرؤ على الاقتراب من الساحل.
الدكتور عبدالله الشهري، خبير علم المناخ، يكشف الحقيقة المخيفة: "هذه أقوى عاصفة تضرب المملكة منذ إعصار سقيا المدمر عام 2018". السبب وراء هذا الغضب الطبيعي؟ التقاء كتل هوائية متضادة فوق الأراضي السعودية خلق منظومة جوية غير مستقرة تشبه مفاعلاً نووياً طبيعياً ينفجر في السماء. الخبراء يحذرون: التغيرات المناخية العالمية ستجعل هذه الكوارث هي الوضع الطبيعي الجديد.
الحياة اليومية تتوقف تماماً.. المطارات تلغي عشرات الرحلات، المدارس تغلق أبوابها في المناطق المتضررة، والمواطنون يتزاحمون في الأسواق لشراء المواد الأساسية. فاطمة القحطاني من عسير تصف المشهد المرعب: "حبات البرد تسقط كالحجارة.. أطفالي يبكون من صوت الرعد المدوي". لكن وسط كل هذا الدمار، يبشر المزارعون بموسم زراعي استثنائي، بينما تتوقع السدود امتلاءً تاريخياً قد ينهي أزمة المياه في بعض المناطق.
المعركة مع العاصفة لم تنته بعد. المركز الوطني للأرصاد يؤكد استمرار الأحوال الجوية القاسية للـ48 ساعة القادمة على الأقل. نصيحة واحدة قد تنقذ حياتك: ابقَ في المنزل، تجنب الطرق المكشوفة، واستعد للأسوأ. هل أنت جاهز لمواجهة غضب الطبيعة الذي لم تشهده المملكة منذ سنوات؟
