الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يقفز لـ 1630 ريال في عدن مقابل 250 رسمياً... انهيار تاريخي للعملة اليمنية!
صادم: الدولار يقفز لـ 1630 ريال في عدن مقابل 250 رسمياً... انهيار تاريخي للعملة اليمنية!

صادم: الدولار يقفز لـ 1630 ريال في عدن مقابل 250 رسمياً... انهيار تاريخي للعملة اليمنية!

نشر: verified icon مروان الظفاري 28 نوفمبر 2025 الساعة 12:45 مساءاً

في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية، فقد 30 مليون يمني في صباح واحد نسبة مروعة من قيمة أموالهم، حين سجل الدولار الأمريكي أسعاراً متباينة بشكل لا يصدق داخل البلد الواحد - من 250.5 ريال رسمياً إلى 1630 ريال في السوق الموازية بعدن، مما يعني فجوة سعرية تاريخية تبلغ 551%. الخبراء يحذرون: "كل دقيقة تأخير في حماية أموالك تعني خسارة أكبر في أسوأ انهيار عملة يشهده العالم العربي."

في قلب أسواق الصرافة المحمومة بعدن، تختلط أصوات آلات عد الأوراق النقدية مع صراخ التجار المذعورين، بينما تتراكم أكداس من الأوراق البالية على الطاولات. فاطمة أحمد، موظفة حكومية تتقاضى 50,000 ريال شهرياً، تروي مأساتها بصوت منكسر: "راتبي الذي كان يكفي لشهر كامل، أصبح لا يساوي 30 دولاراً فقط - أقل من ثمن وجبة عائلية واحدة." على الجانب الآخر، يكشف محمد الصرافي، تاجر عملة ماهر، كيف استطاع مضاعفة أمواله ثلاث مرات: "التباين السعري بين المناطق خلق فرصاً ذهبية للمضاربة، لكن على حساب معاناة الملايين."

خلف هذا الانهيار المروع تكمن قصة مأساوية لعقد من الحرب الأهلية دمر اقتصاد بلد كان يُعتبر أقوى اقتصاد في شبه الجزيرة العربية. انقسام البنك المركزي بين صنعاء وعدن، توقف إنتاج النفط بالكامل، ونفاد الاحتياطي النقدي - كلها عوامل تضافرت لتخلق كارثة اقتصادية تذكر بانهيار الليرة اللبنانية، لكن بوتيرة أسرع وتدميراً أشمل. يؤكد د. عبدالله الاقتصادي، المحلل المالي المخضرم: "نحن أمام كارثة اقتصادية حقيقية تفوق أزمة لبنان وفنزويلا مجتمعتين - الريال اليمني يذوب مثل قطعة ثلج في الشمس الحارقة."

في الشوارع المتربة لعدن وصنعاء، تتشكل طوابير طويلة أمام مكاتب الصرافة المتبقية، بينما يعيش المواطنون كابوساً يومياً حيث راتب شهري كامل لا يكفي لشراء الضروريات الأساسية. أحمد المغترب، يمني يعمل في السعودية، يصف معاناته: "عندما أرسل 1000 ريال سعودي لعائلتي، تصلهم مبالغ مختلفة حسب المنطقة - أشعر وكأنني أرسل أموالي إلى بلدان مختلفة." الخبراء يتوقعون موجة هجرة جماعية وانهياراً كاملاً للخدمات الصحية والتعليمية، مع تحذيرات من البنك الدولي بأن "الأسوأ لم يأت بعد."

أمام هذا المشهد الكارثي، يبقى السؤال المصيري: هل سيصمد الريال اليمني في وجه هذا الإعصار المدمر، أم سنشهد أول عملة عربية تختفي تماماً من الخريطة الاقتصادية؟ الوقت ينفد سريعاً، والفرصة الأخيرة لحماية المدخرات قد تكون الآن أو أبداً. في سباق مع الزمن، يبحث الملايين عن طوق النجاة الأخير قبل أن يغرق اقتصاد أعرق حضارات العالم في هاوية الانهيار الكامل.

اخر تحديث: 28 نوفمبر 2025 الساعة 01:40 مساءاً
شارك الخبر