في قرار تاريخي يحسم مخاوف ملايين الأسر السعودية، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسمياً بتمديد برنامج حساب المواطن مع الدعم الإضافي حتى نهاية 2025. هذا القرار الملكي يضمن استمرار وصول 96 دفعة متتالية من الدعم المالي لأكثر من 10 ملايين مواطن سعودي - رقم قياسي عربي في الحماية الاجتماعية يحول دون انقطاع راتب إضافي يعتمد عليه ثلث سكان المملكة في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.
وبدأ البرنامج صباح اليوم الاثنين في إيداع مبالغ الدفعة السادسة والتسعين لشهر نوفمبر، بينما تشهد أجهزة الصراف الآلي وتطبيقات البنوك حركة مكثفة من المواطنين المتلهفين لتأكيد وصول الدعم إلى حساباتهم. "شعرت بالراحة الكبيرة عندما رأيت الإشعار الأخضر على تطبيق حساب المواطن," تقول أم فهد من الرياض، أم لأربعة أطفال، "هذا الدعم أصبح جزءاً أساسياً من ميزانية أسرتنا لتغطية نفقات التعليم والصحة." الخبير الاقتصادي د. خالد المنيع يؤكد: "الدعم الإضافي يحقق التوازن المطلوب بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في ظل التحديات العالمية."
يأتي هذا التمديد استمراراً لسياسة بدأت منذ يوليو 2022، أي أن المواطنين السعوديين حصلوا على دعم إضافي لمدة 3.5 سنة متتالية تتطلب استثماراً حكومياً بمليارات الريالات. البرنامج، الذي يُعتبر جزءاً محورياً من رؤية السعودية 2030، نجح في امتصاص صدمات التضخم العالمي وارتفاع أسعار السلع الأساسية. مقارنةً ببرامج الدعم الاجتماعي التقليدية، يتميز حساب المواطن بالشمولية والكفاءة التقنية، حيث ينتشر تأثيره في المجتمع السعودي كانتشار المطر في الصحراء - سريع وشامل ومنعش للاقتصاد المحلي.
وينعكس تأثير هذا القرار مباشرة على الحياة اليومية لملايين الأسر، حيث يتيح لها قدرة أكبر على مواجهة الطوارئ المالية وتحسين مستوى المعيشة. أحمد السالم، موظف بقطاع خاص براتب 6000 ريال، يروي: "استطعت بمساعدة حساب المواطن تأمين سكن أفضل لأسرتي والاستثمار في تعليم أطفالي." المتوقع أن يؤدي استمرار البرنامج إلى تعزيز الثقة الاستهلاكية وزيادة الإنفاق على السلع والخدمات المحلية. لكن الخبراء ينصحون المستفيدين بـتحديث بياناتهم دورياً لضمان الاستحقاق واستغلال جزء من الدعم في الادخار أو تطوير مهارات جديدة لتقليل الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي.
القرار الملكي الجديد لا يُؤمن فقط استقرار ملايين الأسر السعودية حتى نهاية 2025، بل يضع المملكة كنموذج رائد في الحماية الاجتماعية على مستوى العالم العربي. مع استمرار فتح التسجيل في البرنامج وتطوير آليات الصرف التقنية، يبقى السؤال الأكبر: هل سيصبح حساب المواطن النموذج المعياري الجديد للدعم الاجتماعي الذي ستحتذي به دول المنطقة؟
