في تطور مفصلي قد يغير مجرى الأزمة الاقتصادية اليمنية، اختتم البنك المركزي اليمني دورته التاسعة هذا العام وسط توقعات بإعلان نتائج مشاورات صندوق النقد الدولي خلال ديسمبر المقبل. للمرة التاسعة في عام واحد، يجتمع مجلس البنك في مواجهة أزمة خانقة تؤثر على مئات الآلاف من الموظفين الذين ينتظرون مرتباتهم منذ شهور. الساعات القادمة حاسمة، والقرارات التي ستصدر عن اجتماع ديسمبر قد تحدد مصير ملايين اليمنيين.
أحمد المدرس، 45 عاماً من صنعاء، يعكس معاناة آلاف الموظفين: "لم أتلقَ راتبي منذ 6 أشهر وأعول عائلة من 7 أفراد". هذه القصة تتكرر في كل محافظة يمنية، حيث تسبب انقطاع المرتبات في أزمة اجتماعية حقيقية. الإحصائيات تكشف أن 58 عاماً من الاستقلال لم تمنع اليمن من الوصول إلى أسوأ أزماته الاقتصادية، بينما تؤكد د. سارة الاقتصادية، الخبيرة المالية: "التعاون مع صندوق النقد الدولي يمثل بداية حقيقية للتعافي، لكن النجاح مرهون بالإرادة السياسية".
وفي قاعة الاجتماع الهادئة بمقر البنك المركزي في عدن، حيث تختلط رائحة البحر مع أجواء القلق من المستقبل، ناقش المسؤولون ملفات حساسة تشمل مشاورات المادة الرابعة مع صندوق النقد الدولي. هذه المشاورات، التي بدأت منذ أشهر، تمثل شريان حياة للاقتصاد اليمني المنهك. الاقتصاد اليمني، مثل مريض يحتاج لعملية جراحية دقيقة، والبنك المركزي هو الطبيب الجراح الذي يحاول إنقاذ الموقف. د. محمد الخبير المصرفي يؤكد: "ميزانية اليمن السنوية تساوي ميزانية مدينة دبي لثلاثة أشهر فقط، مما يوضح حجم التحدي".
في الشوارع اليمنية، حيث ينتظر المواطنون بصبر نافد أي بشرى اقتصادية، تنعكس آثار هذه القرارات على الحياة اليومية. فاطمة التاجرة من عدن تقول بحذر: "أنتظر استقرار العملة لأتمكن من توسيع تجارتي". السيناريو الأفضل يشير إلى إمكانية نجاح الإصلاحات في استقرار العملة وانتظام المرتبات خلال 6 أشهر، لكن السيناريو الأسوأ يحذر من فشل محتمل بسبب الصراعات السياسية المستمرة.
- تحسن تدريجي في الخدمات الحكومية
- عودة محدودة للاستثمارات الخارجية
- استقرار نسبي لسعر صرف الريال اليمني
مع اقتراب الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال، يقف اليمن على مفترق طرق حاسم. نتائج مشاورات صندوق النقد في ديسمبر ستكشف ما إذا كانت هذه الإصلاحات ستنقذ الاقتصاد المنهار أم أن الأوان قد فات. على كل مواطن يمني أن يسأل نفسه: هل نحن على أعتاب نهضة اقتصادية جديدة، أم أننا نشهد المحاولة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟