800 عام من الصمود تحت أمواج البحر الأحمر! في اكتشاف مذهل يغير مفاهيم السياحة البيئية، احتضنت المملكة العربية السعودية مستعمرة مرجانية عملاقة من نوع "بافونا"، يعود عمرها إلى بين 400 و800 عام. قبل أن يعرف العالم كله هذا السر، أصبحت أمالا تحتضن كنزاً يغير خارطة السياحة البيئية العالمية.
اكتشفت شركة "البحر الأحمر الدولية" هذه المستعمرة أثناء أعمال المسح البيئي لمشروع أمالا، وهي الآن واحدة من أقدم وأكبر المستعمرات المرجانية في العالم، موفرة ذاكرة حية تُوثق التحولات المناخية عبر العصور. "هذا الاكتشاف يعيد كتابة تاريخ فهمنا للحياة البحرية في المنطقة"، يقول علماء المشروع، بينما يجذب الاكتشاف الاهتمام العالمي على الفور.
يروي الدكتور مايكل كورال، خبير المرجان الدولي، قائلاً: "نادراً ما نجد مستعمرة بهذا العمر والحجم في حالة ممتازة." هذه المستعمرة، بجدرانها المرجانية الملونة وأشكالها المعمارية الفريدة، تجعل البحر الأحمر يبدو كما لو كان قلعة تحت الماء، تزينها الأسماك في رقصات هادئة مثل طيور في غابة.
ويمثل هذا الاكتشاف إضافة كبيرة لمشاريع المملكة في مجال الاستدامة، مما يساهم في حماية البحر الأحمر كنظام بيئي فريد. تتحمس فرق الغوص العلمي والباحثين البيئيين للبدء في الدراسات المتعلقة بهذه المستعمرة، متوقعين اكتشاف أسرار جديدة حول تاريخ المناخ في المنطقة.
بينما تسعى السعودية لجعل أمالا وجهة سياحية استثنائية، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل ستحافظ السياحة على هذا الكنز النادر أم ستدمره؟ القرار في أيدينا جميعاً، ويتعين علينا جميعاً اتخاذ الخيار المسؤول للحفاظ على هذا الكنز للأجيال القادمة.