الرئيسية / من هنا وهناك / كارثة إنسانية: 18.4 ألف يمني يفرون من منازلهم خلال عام واحد... والأمم المتحدة تكشف التفاصيل الصادمة!
كارثة إنسانية: 18.4 ألف يمني يفرون من منازلهم خلال عام واحد... والأمم المتحدة تكشف التفاصيل الصادمة!

كارثة إنسانية: 18.4 ألف يمني يفرون من منازلهم خلال عام واحد... والأمم المتحدة تكشف التفاصيل الصادمة!

نشر: verified icon رغد النجمي 26 نوفمبر 2025 الساعة 10:00 صباحاً

في تطور صادم يكشف عن تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن 18,396 يمني فقدوا منازلهم خلال 11 شهراً فقط من عام 2025 - رقم يفوق سكان مدن كاملة ويعني أن كل 26 دقيقة يصبح يمني آخر نازحاً في بلده. هذه الأرقام المرعبة تكشف عن حقيقة مذهلة: بينما تقرأ هذه السطور، تحزم 3 عائلات يمنية أمتعتها استعداداً للنزوح نحو المجهول.

تصدرت محافظات الضالع وتعز ومأرب قائمة المناطق الأكثر تسجيلاً لحالات النزوح، حيث أجبرت الظروف القاسية 3,066 أسرة على ترك منازلها بشكل متكرر بمعدل مرعب يصل إلى 55 شخصاً يومياً. فاطمة أحمد، أم لأربعة أطفال من تعز، تروي مأساتها: "هذه المرة الثالثة التي أنزح فيها هذا العام... أطفالي يسألونني متى سنعود للبيت ولا أملك جواباً". د. محمد الحميري، منسق الإغاثة الطارئة الذي يعمل 18 ساعة يومياً، يؤكد: "نشهد أكبر موجة نزوح منذ بداية الأزمة."

وراء هذه الأرقام المفجعة تكمن أسباب متشابكة تمتد لأكثر من عقد من الصراع المدمر، حيث يتداخل الصراع المسلح مع الانهيار الاقتصادي والكوارث الطبيعية كالسيول والفيضانات التي تضرب المناطق بشكل دوري. د. سارة المقطري، خبيرة الشؤون الإنسانية تحذر: "الوضع وصل لنقطة اللاعودة، والأزمة تتفاقم بوتيرة أسرع من قدرتنا على التدخل". هذا النزوح الجماعي يذكرنا بأكبر موجات التهجير القسري منذ نكبة فلسطين عام 1948.

تترك هذه المأساة بصمات عميقة على الحياة اليومية لملايين اليمنيين، حيث ينضم هؤلاء النازحون الجدد إلى أكثر من 4 ملايين يمني مشرد داخلياً، في مشهد يشبه انهيار مدينة كاملة بحجم صنعاء القديمة كل عام. عبدالله سالم، سائق شاحنة إغاثة، يصف ما شهده: "رأيت عائلات كاملة تسير تحت الشمس الحارقة وكل ما يملكونه لا يتجاوز حقيبة واحدة... أطفال حفاة والأمهات يحملن الرضع". الخبراء يحذرون من تفاقم الوضع مع استمرار الصراع وتراجع المساعدات الدولية.

مع استمرار هذا المعدل المرعب للنزوح، يواجه اليمن كارثة إنسانية تهدد بتدمير جيل كامل من الأطفال الذين لن يعرفوا معنى الاستقرار أو التعليم. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل قبل فوات الأوان، فالحلول السياسية وحدها لا تكفي أمام مأساة تتكرر كل 26 دقيقة. والسؤال المؤرق الذي يطرح نفسه: كم عدد اليمنيين الذين سيفقدون بيوتهم وأحلامهم قبل أن يفيق العالم من صمته؟

شارك الخبر