في إعلان يُدخل البهجة على قلوب 6 ملايين طالب وطالبة، تستعد المملكة العربية السعودية لانطلاق إجازة الخريف الأحد القادم، والتي تُعتبر الأطول في الفصل الدراسي الأول ضمن نظام تعليمي ثوري يمنح الطلاب 59 يوماً من الراحة الذهبية موزعة على 9 فترات استراحة طوال العام. هذه ليست مجرد إجازة عادية، بل نقلة حضارية في التعليم السعودي تضع الصحة النفسية للطلاب في المقدمة.
وسط أجواء من الفرحة والترقب، تتحضر الأسر السعودية لاستقبال هذه الهدية التعليمية، حيث تؤكد نور أحمد، الطالبة المتفوقة في المرحلة الثانوية: "أخيراً سأتمكن من تنظيم وقتي بين المراجعة وممارسة هوايتي في الرسم". وتشاركها الحماس أم فهد، ربة البيت والأم لثلاثة أطفال، التي بدأت بالفعل في التخطيط لرحلة عائلية استثنائية: "هذا النظام الجديد يمنحنا فرصاً ذهبية لتقوية الروابط الأسرية".
جاء هذا التطور الجذري بعد عودة وزارة التعليم لنظام الفصلين الدراسيين، مُستلهمة من رؤية المملكة 2030 التي تضع تطوير التعليم في مقدمة أولوياتها. الخطة الزمنية الجديدة، التي تم تصميمها بعناية فائقة، تحقق توازناً مثالياً بين فترات التحصيل العلمي والاستراحة الضرورية، في مشهد يُذكرنا بمحطات الوقود المنتشرة على طريق سفر طويل، حيث تأتي كل إجازة لتجديد طاقة الطلاب والمعلمين.
على أرض الواقع، تتسارع التحضيرات في البيوت السعودية، حيث تُفرد خرائط الرحلات على طاولات المنازل، وتُسمع أصوات حجوزات الرحلات عبر الهواتف. خالد الشمري، الموظف الحكومي وأب لطفلين، يصف شعوره قائلاً: "هذا النظام يمنحني فرصاً أكبر لقضاء وقت نوعي مع أطفالي". وفي المقابل، يؤكد الأستاذ محمد العتيبي، المعلم ذو الخبرة الخمسة عشر عاماً: "هذه الاستراحات المنتظمة تُجدد طاقتنا وتحسن من أدائنا التعليمي بشكل ملحوظ".
مع انطلاق هذا النظام التعليمي المبتكر، تفتح أمام قطاع السياحة الداخلية آفاق نمو واعدة، بينما تواجه الأسر تحدي التخطيط الذكي للاستفادة القصوى من هذه الفترات الذهبية. 59 يوماً تعادل إجازة صيفية كاملة موزعة بحكمة على مدار العام، مما يضمن عدم انقطاع الطلاب عن التعلم لفترات طويلة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح هذه الثورة التعليمية نموذجاً يُحتذى به في المنطقة؟
