في تطور مذهل يعيد تعريف مفاهيم التحكيم في كرة القدم السعودية، أصغر حكم دولي سعودي يُسكت منتقدي التحكيم المحلي، ويقف شامخًا بين عمالقة التحكيم العالمي. الحكم الشاب محمد الإسماعيل استطاع أن يسحق التوقعات في مباراة جمعت نادي النصر والخليج، حيث أشاد به الخبير التحكيمي سمير عثمان لسحبه البساط من تحت أقدام الحكام الأجانب.
في برنامج "أكشن مع وليد"، عبر سمير عثمان عن إعجابه البالغ بأداء الحكم الشاب، حيث قال: "قاد المباراة بشكل رائع رغم صعوبة المباراة وتحت ضغط جماهير غفيرة." بينما تفاخر الخليجيون بمثل هذا الأداء الملفت، أظهر الإسماعيل ثقة في كل صافرة أطلقها، مظهراً براعة تفوق نظيره الأجنبي. وعلى الجانب الآخر، كانت ردود أفعال الجماهير تؤكد: "هذا الحكم يستحق الإشادة."
من الجدير بالذكر أن الجدل حول مستوى التحكيم في الدوري السعودي كان موجودًا منذ فترة طويلة، إلا أنّ هذه المباراة كانت بمثابة رسالة قوية حول قدرة التحكيم المحلي ومهاراته الاستثنائية. المراقبون ربطوا هذه المستويات العالية بالاستثمار الأخير في تطوير الكوادر الوطنية، والمتوقع أن يقود إلى جيل ذهبي جديد من الحكام. حتى أن هناك من يرون أن الإسماعيل يمكن أن يكون المرشح الأنسب لمباريات آسيوية ودولية في المستقبل القريب.
تأثير هذا الأداء لم يكن فقط على الثقة المتجددة لجماهير الكرة في التحكيم السعودي، بل ألقى الضوء على الإمكانات الكبيرة التي يحملها الشباب السعودي في عالم التحكيم. وسط إشادة لاذعة من مسؤولي الأندية والجماهير، يُفتتح فصل جديد من فصول الحلم السعودي بالرياضة. لكن في ظل هذا الإنجاز، تبرز تحذيرات بضرورة تجنب الضغط المفرط الذي قد يؤثر على أداء الحكام الشباب مستقبلاً.
لقد أثبت الحكم محمد الإسماعيل أن الأحلام يمكن أن تتحقق إن وجد الدعم المناسب، وهذا يطرح السؤال: "هل نشهد بداية عصر ذهبي للتحكيم السعودي؟" من هنا، يتوجب على جميع الأطراف، من مسؤولي الرياضة إلى الجماهير، دعم هذه المواهب المحلية الشابة والمساهمة في الاستثمار فيها لتكون رمزًا للفخر الوطني.