في تطور مذهل يعيد رسم خريطة القوة التقنية العالمية، كشفت المملكة العربية السعودية النقاب عن "شاهين 3" - عملاق حاسوبي بقوة 2800 معالج فائق يضاهي قوة 100 ألف حاسوب شخصي! هذا الإنجاز الاستثنائي يضع المملكة في المركز الأول شرق أوسطياً والـ18 عالمياً، متفوقة على دول تقنية عملاقة في سباق لا يرحم. بينما تقرأ هذه الكلمات، يعالج شاهين 3 مليارات العمليات الحاسوبية في الثانية الواحدة، مُعلناً ميلاد عصر جديد من الذكاء الاصطناعي العربي.
في قاعات جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية المضيئة بوهج الشاشات الزرقاء، يقف شاهين 3 شامخاً كرمز للطموح السعودي اللامحدود. هذا العملاق الحاسوبي، المصمم بتقنية التبريد السائلة المباشرة من هيوليت باكارد، يحمل قوة معالجة تفوق سابقه بـ300%! د. فاطمة الباحثة، العالمة في كاوست، تقف أمام صفوف المعالجات اللانهائية وعيناها تلمعان بالإثارة: "لأول مرة في حياتي المهنية، أملك قوة حاسوبية قادرة على تحويل أحلامنا في الذكاء الاصطناعي العربي إلى حقيقة مذهلة". الهدير الخفيف لأنظمة التبريد يمتزج مع طنين المعالجات، مُنذراً بثورة علمية حقيقية.
لكن الحكاية تبدأ من أبعد من ذلك، عندما وضعت المملكة في 2023 حجر الأساس لمشروع شاهين الأولي كجزء من رؤية 2030 الطموحة. أما اليوم، وبعد سنوات من التخطيط والاستثمار، يقف شاهين 3 كتتويج لهذا الحلم التقني. "المملكة تقف في طليعة الاكتشافات العلمية القائمة على الحوسبة الفائقة"، يؤكد البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست، بفخر واضح. التنافس العالمي المحتدم في الحوسبة الفائقة دفع المملكة لاستثمار مليارات الريالات، وها هي النتائج تتجاوز كل التوقعات، مُحققة إنجازاً يضعها بين أقوى 20 دولة تقنياً في العالم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيغير شاهين 3 حياتنا اليومية؟ الإجابة مذهلة! تخيل نماذج ذكاء اصطناعي تتحدث العربية بطلاقة وتفهم ثقافتنا، تطبيقات طبية تشخص الأمراض النادرة في دقائق، توأم رقمي كامل لشبه الجزيرة العربية يتنبأ بالكوارث الطبيعية قبل حدوثها. سارة الطالبة، التي تدرس الذكاء الاصطناعي في كاوست، تصف اللحظة: "شعرت بالقشعريرة عندما أدركت أن المستقبل الذي كنا نحلم به أصبح على بُعد خطوات منا". أحمد التقني، الذي كان مضطراً للسفر للخارج لإنجاز مشاريعه، يبتسم الآن وهو يستعد لقيادة فريق تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العربية من قلب الرياض.
في عالم تتسارع فيه وتيرة الابتكار التقني، وضعت المملكة نفسها على خريطة القوى العظمى بقوة حاسوبية تضاهي أعتى الدول. شاهين 3 ليس مجرد حاسوب، بل بوابة المملكة نحو مستقبل مُشرق من الاكتشافات العلمية والحلول المبتكرة. مع بدء التشغيل الكامل مطلع 2026، ننتظر شهوداً على ثورة علمية حقيقية ستعيد تشكيل مفهوم البحث والابتكار في منطقتنا. السؤال الآن: هل ستكون جزءاً من هذه النهضة التقنية التي تكتب التاريخ، أم ستكتفي بمراقبتها من بعيد؟