في تطور مفاجئ هز الأوساط التعليمية، أعلنت وزارة التعليم السعودية قراراً تاريخياً يؤثر على 6 ملايين طالب وطالبة عبر المملكة: العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين مع إقرار 9 إجازات رسمية للمرة الأولى منذ 3 سنوات. القرار الأبرز؟ 7 أيام متتالية من إيقاف الدراسة في جميع المناطق خلال "إجازة الخريف" التي تبدأ خلال أيام قليلة، في سابقة تعليمية لم تشهدها المملكة من قبل.
التفاصيل الصادمة تكشف أن هذا التغيير الجذري جاء بعد تقييم شامل لتجربة الثلاثة فصول التي استمرت سنوات عديدة. المعلم أحمد الغامدي، معلم رياضيات بخبرة 15 عاماً، لا يخفي حماسه: "هذا النظام سيمنحنا فرصة حقيقية لتطوير مهاراتنا وإعادة شحن طاقاتنا." الأرقام تتحدث بوضوح: 180 يوم دراسي فعلي موزعة بعناية لضمان أقصى استفادة تعليمية، مع إجازات منتظمة تبدأ من 21 نوفمبر وتمتد حتى 29 نوفمبر 2025.
الخلفية وراء هذا القرار التاريخي تعود إلى رؤية السعودية 2030 وسعيها لتطوير نظام تعليمي متوازن يجمع بين التحصيل الأكاديمي والصحة النفسية. د. نورا العتيبي، أستاذة علم النفس التربوي بجامعة الملك سعود، تؤكد أن الإجازات المنتظمة تحسن الأداء الأكاديمي بنسبة تصل إلى 25%. هذا التحول يشبه العودة إلى "الجذور الأكاديمية" التي طبقتها المملكة لعقود، لكن مع لمسة عصرية تواكب أفضل الممارسات العالمية.
التأثير الحقيقي سيطال الحياة اليومية لملايين الأسر السعودية بشكل جذري. أم سعد المطيري، موظفة في القطاع الخاص، تعبر عن قلقها: "كيف سأنسق إجازاتي مع إجازات أطفالي المدرسية المتكررة؟" في المقابل، سارة الزهراني، طالبة ثانوية، تشع فرحاً: "أخيراً سنحصل على راحة حقيقية لنعود بطاقة أكبر." هذا التباين في ردود الأفعال يعكس حجم التغيير المنتظر، حيث ستشهد المملكة نشاطاً استثنائياً في قطاع السياحة الداخلية مع ازدياد الرحلات العائلية.
النتيجة النهائية لهذا القرار الجريء تضع السعودية في مقدمة الدول الرائدة في تطوير الأنظمة التعليمية. 9 إجازات موزعة بعناية عبر العام الدراسي، نظام فصلين متوازن، وتركيز حقيقي على الصحة النفسية للطلاب والمعلمين - هذه ليست مجرد إصلاحات تعليمية، بل ثورة حقيقية في مفهوم التعليم. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيصبح النموذج السعودي مرجعاً عالمياً في التعليم المتوازن؟