في تطور مفاجئ هز آلاف الأسر السعودية، تستعد المملكة لإنهاء فصل من أهم فصول الدعم الاجتماعي مع وقف الدعم الإضافي لحساب المواطن بعد دفعة ديسمبر 2025. بعد 97 دفعة متتالية ساهمت في دعم الأسر محدودة الدخل، تقف آلاف العائلات على أعتاب تغيير جذري قد يعيد تشكيل حياتها المالية بالكامل. أقل من شهر يفصلنا عن لحظة فاصلة في تاريخ الدعم الحكومي، والسؤال الملح: هل الأسر السعودية مستعدة لهذا التحول؟
وسط أجواء من القلق والترقب، تنتشر رسائل الاستفسار كانتشار النار في الهشيم بين المستفيدين من برنامج حساب المواطن، بينما تتزايد التساؤلات حول مصير الدعم الإضافي. أم فهد، ربة منزل لديها 4 أطفال، تحكي بصوت مرتجف: "هذا الدعم كان بمثابة راتب إضافي لنا، لا أعرف كيف سأدير ميزانية البيت بدونه". وأكدت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن الدعم سيعود إلى مستواه الأساسي بعد الدفعة 97 في 10 ديسمبر 2025، مشددة على أن أي قرارات مستقبلية ستعلن رسمياً عبر المنصات المعتمدة.
يأتي هذا القرار كنهاية طبيعية للزيادة الملكية التي كانت بمثابة مظلة حماية مؤقتة لمواجهة ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية. د. سعد العتيبي، اختصاصي الاقتصاد الاجتماعي، يوضح: "هذه البرامج المؤقتة تهدف لمساعدة المواطنين في فترات اقتصادية محددة، وانتهاؤها أمر طبيعي". التاريخ يشهد حالات مماثلة من إنهاء برامج الدعم المؤقت بعد تحقيق أهدافها، لكن التأثير على الأسر التي اعتادت على هذا الدعم يبقى محل قلق وتساؤل.
في أزقة الأحياء السكنية وتجمعات الأسر، تدور نقاشات حامية حول كيفية إدارة الميزانيات العائلية بعد انتهاء الدعم الإضافي. محمد القحطاني، مستفيد من البرنامج منذ 3 سنوات، يشاركنا قلقه: "اعتدنا على هذا الدخل الإضافي، والآن نحتاج لإعادة ترتيب أولوياتنا بالكامل". الخبراء ينصحون الأسر بوضع خطط مالية بديلة والبحث عن مصادر دخل إضافية، بينما تؤكد الحكومة استمرار الدعم الأساسي وإمكانية إطلاق مبادرات دعم مستهدفة جديدة حسب الحاجة والظروف الاقتصادية.
مع اقتراب موعد صرف آخر دفعة بالزيادة في 10 ديسمبر 2025، تبقى العيون مُعلقة على الإعلانات الحكومية المقبلة. الرسالة واضحة من المسؤولين: متابعة المنصات الرسمية هي الطريق الوحيد للحصول على معلومات موثقة وتجنب الوقوع في فخ الشائعات. وبينما ينتهي عهد الدعم الإضافي، تفتح أبواب جديدة لبرامج الدعم المستقبلية التي قد تأخذ أشكالاً مختلفة ومتطورة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لما بعد انتهاء الدعم الإضافي؟
