في تطور مناخي مثير للقلق، تستعد 11 مدينة سعودية للاختناق تحت جدار عملاق من الغبار غداً الثلاثاء، حيث ستختفي الشمس تماماً لمدة 10 ساعات متواصلة في مشهد لم تشهده المنطقة الشرقية منذ سنوات. مع أقل من 24 ساعة تفصلنا عن هذه الموجة المدمرة، يحذر المركز الوطني للأرصاد من انخفاض الرؤية إلى 3 كيلومترات فقط - أقل من طول 30 ملعب كرة قدم!
ستبدأ هذه الكارثة الطبيعية الساعة العاشرة صباحاً، لتحاصر مليوني نسمة في الدمام والخبر والجبيل والقطيف والأحساء وست مدن أخرى تحت غطاء برتقالي مرعب من الأتربة المثارة. "لا أستطيع رؤية السيارة التي أمامي بوضوح"، يقول أحمد السالم، سائق توصيل في الدمام، مستذكراً موجة مشابهة العام الماضي. وأضاف الخبير الجوي د. فاطمة العلي: "نظامنا تنبأ بهذه الموجة بدقة عالية، والمؤشرات تشير إلى قوة استثنائية للرياح".
تأتي هذه الموجة نتيجة نشاط غير عادي في الرياح السطحية يتزامن مع فترة الانتقال الموسمي، حيث تكتسح الصحراء كمكنسة كهربائية عملاقة لترفع الأتربة عالياً في الجو. الخبراء يربطون هذا الحدث بموجات مماثلة ضربت المنطقة في أعوام 2018 و2020، مؤكدين أن التغيرات المناخية تزيد من تكرار هذه الظواهر المتطرفة. كما يتوقع المتخصصون تكرار موجات مشابهة مع دخول فصل الشتاء بقوة.
الحياة اليومية ستتوقف تماماً خلال ساعات الذروة، حيث ستواجه العائلات صعوبة في التنفس وحرقة في العيون، بينما سيضطر الآلاف لإلغاء مواعيدهم وأنشطتهم الخارجية. د. محمد الخليفي، استشاري أمراض الصدر، يحذر بشدة: "مرضى الربو والحساسية يجب أن يبقوا في المنزل ويغلقوا النوافذ بإحكام". كما تستعد السلطات لتفعيل خطط الطوارئ المرورية مع توقع انخفاض السرعة على الطرق الرئيسية إلى النصف.
مع انتظار عودة الأجواء للاستقرار مساء الثلاثاء، تبقى الأسئلة معلقة حول استعداد المنطقة لموجات أقوى قادمة. الخبراء ينصحون بارتداء الكمامات وتجنب القيادة غير الضرورية، بينما تؤكد السلطات جاهزية أنظمة الطوارئ. السؤال الآن: هل أنت مستعد لمواجهة 10 ساعات من العمى الترابي الكامل؟
