في تطور مفاجئ يعيد الأمل لأكثر من 15,000 معلم في عدن، أعلن بنك عدن الإسلامي أخيراً عن بدء صرف مرتبات شهر أغسطس بعد تأخير دام 3 أشهر كاملة. هذه اللحظة التاريخية تمثل انفراجة حقيقية لآلاف العائلات التي عاشت أياماً عصيبة في انتظار هذا الخبر الذي طال انتظاره، والسؤال الآن: هل ستتمكن من استلام راتبك قبل نفاد السيولة؟
أحمد المعلم، معلم رياضيات يبلغ من العمر 45 عاماً، لم يستطع إخفاء دموع الفرح عندما سمع النبأ: "لم أصدق الخبر في البداية، ثماني سنوات من العذاب والانتظار انتهت أخيراً". وفقاً للبيانات الرسمية، يستطيع الموظفون الآن استلام 100% من رواتبهم عبر فروع البنك أو شبكة "عدن حوالة" المنتشرة في جميع المحافظات، في مشهد يشبه عودة الروح للجسد بعد غيبوبة طويلة.
الخلفية المأساوية لهذا الإنجاز تعود إلى عام 2016، عندما توقفت الرواتب تماماً بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة. د. محمد الاقتصادي، خبير مصرفي بارز، يؤكد أن "هذا مؤشر إيجابي لاستقرار النظام المالي في عدن، وخطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة". المقارنة مذهلة: ما يحدث اليوم أكبر من إحياء مدينة كاملة، حيث يستنشق 15,000 معلم نسائم الأمل مجدداً بعد سنوات من اليأس.
التأثير على الحياة اليومية فوري وملموس - فاطمة الإدارية، مديرة مدرسة تمكنت من الحفاظ على التعليم رغم انقطاع الرواتب، تقول بصوت مرتجف: "أخيراً سأستطيع شراء الكتب لأطفالي ودفع فواتير الكهرباء". مريم، أم لثلاثة تلاميذ، تعبر عن سعادتها: "معلمو أطفالي سيعودون بابتسامة حقيقية للفصل". الخبراء يتوقعون تحسناً جذرياً في جودة التعليم خلال الأشهر القادمة، لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استمرارية هذا النجاح.
البنك يحذر من ضرورة الالتزام بمواعيد الاستلام المحددة لتجنب الزحام والضغط على الفروع، مقدماً خدمة العملاء عبر الرقم المجاني 8000010. هذه الخطوة الجبارة تفتح الباب أمام توسع محتمل لمحافظات أخرى، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستصمد هذه المعجزة أمام تحديات المستقبل، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في معركة أطول؟