الرئيسية / محليات / أخيراً! موظفو تعليم عدن يستلمون مرتبات أغسطس 2025 عبر فروع البنك و'عدن حوالة'
أخيراً! موظفو تعليم عدن يستلمون مرتبات أغسطس 2025 عبر فروع البنك و'عدن حوالة'

أخيراً! موظفو تعليم عدن يستلمون مرتبات أغسطس 2025 عبر فروع البنك و'عدن حوالة'

نشر: verified icon بلقيس العمودي 16 نوفمبر 2025 الساعة 03:40 مساءاً

في لحظة تاريخية طال انتظارها، بدأت أبواب بنك عدن الإسلامي تفتح أمام أكثر من 5000 موظف تعليم في محافظة عدن لاستلام مرتباتهم عن شهر أغسطس 2025، في مشهد يذكر بأيام الازدهار قبل أن تعصف الحرب بالبلاد منذ 11 عاماً. الابتسامات تعلو الوجوه، والتنهيدات الطويلة من الراحة تملأ أرجاء المكان، بينما تنتشر الأخبار السارة أسرع من انتشار النار في الهشيم بين المجتمع التعليمي في المحافظة.

أم سارة، معلمة الرياضيات البالغة من العمر 45 عاماً، لم تستطع إخفاء دموع الفرح وهي تحتضن إشعار راتبها بين يديها المرتجفتين. "لن أصدق أنني سأشتري دواء ابنتي المريضة اليوم دون أن أستدين من الجيران"، تقول بصوت متقطع من الانفعال. وبينما تصطف الطوابير المنظمة أمام الفروع، يؤكد البنك جاهزيته الكاملة لخدمة المستفيدين عبر فروعه المتعددة ووكلاء "عدن حوالة" المنتشرين في عموم المحافظات، مما يخفف العبء عن كاهل الموظفين الذين اعتادوا رحلة البحث الطويلة عن رواتبهم.

هذا الإنجاز لا يأتي من فراغ، بل يتوج سنوات من العمل على إعادة بناء النظام المصرفي في عدن بعد انهياره شبه التام خلال الحرب. الاستقرار السياسي النسبي والدعم الخارجي ساهما في تعزيز الثقة، حيث يؤكد الدكتور محمد السياغي، الخبير الاقتصادي: "انتظام صرف الرواتب في عدن مؤشر إيجابي لاستقرار المحافظة وبداية عهد جديد". المقارنة صارخة مع السنوات الماضية حين كان المعلمون ينتظرون شهوراً طويلة دون راتب، في تناقض مدهش مع ما نشهده اليوم من انسيابية وتنظيم.

التأثير الإيجابي لا يقتصر على الجانب المالي فحسب، بل يمتد لإحياء الحركة التجارية في أسواق عدن وتحسين جودة التعليم. علي حسن، وكيل عدن حوالة، يروي كيف "تغيرت وجوه الموظفين من الكآبة إلى الأمل خلال ساعات قليلة". الأسر بدأت تخطط لشراء الاحتياجات الأساسية ودفع الفواتير المتراكمة، بينما المعلمون يستعدون للعام الدراسي الجديد بمعنويات مرتفعة. الخبراء يتوقعون أن تشهد المحافظة نهضة تعليمية حقيقية مع استقرار الأوضاع المالية للكوادر التعليمية.

مع انتهاء موجة الصرف الأولى، تبقى الأعين مترقبة لاستدامة هذا الإنجاز. البنك يدعو الموظفين للالتزام بالمواعيد المحددة والاستفادة من الرقم المجاني 8000010 للاستفسارات، بينما تتعالى الأصوات لتعميم هذه التجربة النموذجية على باقي المحافظات اليمنية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون عدن الشعلة التي تضيء طريق النهوض لليمن كله؟

شارك الخبر