في تطور صادم هز أروقة العمالة غير النظامية، كشفت الأرقام الرسمية أن كل 27 ثانية كان هناك مخالف يُضبط في السعودية خلال الأسبوع الماضي فقط! 22 ألف مخالف في سبعة أيام - رقم يفوق عدد سكان مدن كاملة، في حملة أمنية اجتاحت المملكة من أقصاها إلى أقصاها. والأخطر من ذلك: العقوبات وصلت لحد مليون ريال و15 سنة سجن - لا مجال للتساهل بعد اليوم، والساعات القادمة ستحدد مصير آلاف آخرين.
كشف بيان وزارة الداخلية عن تفاصيل مرعبة لهذه العاصفة الأمنية المنسقة التي شملت جميع مناطق المملكة، حيث سقط في الشباك 14 ألف مخالف لنظام الإقامة، و4.7 ألف مخالف لنظام أمن الحدود، و3.3 ألف مخالف لنظام العمل. الأرقام تحكي قصة مذهلة: 63% من محاولات التسلل جاءت من الحدود الجنوبية، بينما 93% من المضبوطين كانوا ذكوراً في رحلة يأس بحثاً عن لقمة العيش. "المشهد كان مؤثراً"، يروي أحد ضباط الدورية الحدودية، "عائلات كاملة تخاطر بكل شيء للعبور في ظروف لا إنسانية."
هذه الحملة ليست وليدة اللحظة، بل تتويج لجهود مستمرة بدأت مع إطلاق رؤية السعودية 2030 لتنظيم سوق العمل وحماية الحدود. الخبراء يشيرون إلى أن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة في اليمن وإثيوبيا، مصدر 99% من محاولات التسلل، دفعت بموجات يأس جديدة نحو المملكة. د. سعد التركي، خبير الهجرة، يؤكد: "الأرقام تعكس حجم التحدي الإقليمي الذي تواجهه السعودية، وهذه أكبر حملة منذ تطبيق نظام الإقامة المطور في 2017." المقارنة صادمة: العملية بدقة ساعة سويسرية وقوة إعصار منضبط.
أما التأثير على الحياة اليومية فبدأ يظهر بوضوح: ارتفاع مؤقت في أسعار بعض الخدمات مقابل تحسن متوقع في الجودة على المدى الطويل. العمالة النظامية تشهد طلباً متزايداً، بينما أصحاب العمل المخالفون يعيشون في قلق مستمر من العقوبات الصارمة. "الوضع تغير 180 درجة"، يقول أبو راشد، مواطن من المنطقة الحدودية، "كنا نراهم يعبرون يومياً، الآن المنطقة كلها تحت المراقبة." بينما تبلغ أعداد من يخضعون لإجراءات تنفيذ الأنظمة حالياً 30 ألف وافد مخالف - رقم يملأ ثلاثة ملاعب كرة قدم بالكامل!
مع إحالة 22 ألفاً للبعثات الدبلوماسية وترحيل 15 ألفاً، تلوح في الأفق موجة ترحيل تاريخية خلال الشهرين القادمين. التحذير واضح: كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود أو يوفر لهم المأوى يواجه عقوبات تصل للتشهير العلني. هل ستكون هذه نهاية عصر العمالة المخالفة في المملكة؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة، لكن شيئاً واحداً أصبح مؤكداً: لا عودة إلى الوراء.
