في تطور مذهل هز أروقة التقنية العالمية، نجح دكتور سعودي في هزيمة 221 فريقاً من النخبة التقنية ليحصد جائزة هاكاثون لوجستيات الحج الذهبية عن مشروعه الثوري "مُعين" الذي يعد بإعادة تعريف تجربة الحج لملايين المؤمنين حول العالم. في منافسة ضمت 874 عقلاً مبدعاً من 14 جهة حكومية وخاصة، برز الدكتور جميل كتبي كبطل حقيقي يحمل لواء الإبداع السعودي.
اللحظة التاريخية تجسدت عندما تسلّم الدكتور كتبي، أستاذ الهندسة الصناعية المساعد بجامعة جدة، الجائزة من يد نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط، بحضور وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الحسن آل المناخرة. "رأيت الدموع تنهمر من عيني والدي عندما علم أن ابنه يخدم الحرمين الشريفين بعلمه"، يحكي الدكتور كتبي عن لحظة انتصاره التي لن ينساها طيلة حياته. مشروع "مُعين" الذي يُسهم في إدارة الحشود ويحافظ على صحة الحاج ويُحسّن تجربته، يعمل كالمنارة التي تهدي السفن في المحيط المظلم.
هذا الإنجاز الاستثنائي يأتي في إطار رؤية السعودية 2030 الطموحة لتطوير منظومة الحج الرقمية، حيث تسعى المملكة لاستيعاب مليوني حاج سنوياً بأعلى معايير الأمان والراحة. كما نظم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إدارة الحج قديماً، ينظمه الذكاء الاصطناعي حديثاً في السعودية. الخبراء يتوقعون أن يشهد موسم الحج القادم تطبيقاً تدريجياً للمشروع، مع تطويرات إضافية تواكب أحدث التقنيات العالمية.
التأثير الحقيقي لمشروع "مُعين" سيلمسه كل حاج يطأ الأرض المقدسة، حيث ستتحسن تجربته الروحانية من خلال انسيابية أكبر في حركة الحشود وأمان أعلى أثناء أداء المناسك. "لأول مرة سأشعر بالطمأنينة التامة أثناء الطواف"، يقول الحاج عبدالله من إندونيسيا معبراً عن ترحيبه بالتقنية الجديدة. هذا الإنجاز يفتح آفاقاً استثمارية واعدة في قطاع التقنيات الذكية لخدمة الحج والعمرة، كما يعزز مكانة السعودية كرائدة عالمية في الابتكار التقني.
بينما تحتفل السعودية بهذا الإنجاز التقني المبهر، تبرز الحاجة لدعم المبتكرين السعوديين والاستثمار أكثر في التقنيات التي تخدم الحرمين الشريفين. مشروع "مُعين" ليس مجرد فوز في مسابقة، بل بداية عصر جديد من الحج الذكي في المملكة. هل نشهد ولادة ثورة تقنية حقيقية تنطلق من أرض الحرمين لتصل العالم؟