في لحظة تاريخية هزت عالم الطب، تنفس طفلان جامايكيان لأول مرة في حياتهما منفصلين بعد منتصف الليل أمس، ليرفعا رقماً مذهلاً إلى 67 معجزة طبية تحققت على أرض المملكة. كل 3 أشهر، تُكتب قصة نجاح جديدة في أروقة مستشفى الملك عبدالله، حيث يتحول المستحيل إلى واقع بأيدٍ سعودية. في هذه اللحظة، 15 توأماً ملتصقاً ينتظرون دورهم للحصول على فرصة حياة جديدة.
استغرقت عملية فصل التوأم الجامايكي أزاريا وأزورا 12 ساعة متواصلة، شارك فيها 35 طبيباً وممرضة لفصل الالتصاق المعقد عند منطقة الرأس. فور نجاح العملية، انتشرت أجواء الفرح في أروقة المستشفى، وتصاعدت الأصوات بالتكبير والدعاء. "هذا النجاح يعكس الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة والكفاءة العالية للفريق الطبي"، يؤكد الدكتور عبدالله الربيعة. أم سارة وسلمى، التوأم المصري المفصول قبل 5 سنوات، تقول بعيون دامعة: "أطفالي الآن في الصف الثالث الابتدائي، يلعبان ويجريان مثل أي طفل عادي، المملكة أعطتهما حياة جديدة".
بدأ البرنامج السعودي كرؤية ملكية إنسانية قبل أكثر من ثلاثة عقود، ليصبح اليوم قبلة للعائلات من جميع أنحاء العالم. تذكرنا هذه العملية بنجاح فصل التوأم اليمني أحمد ومحمد عام 2019، والتوأم الليبي أحلام ونور عام 2020. معدل النجاح الاستثنائي بنسبة 44% من أصل 152 حالة يضع المملكة في المقدمة عالمياً، حيث أن المعدل العالمي لا يتجاوز 30% في أعرق المراكز. يتوقع المختصون وصول البرنامج لإنجاز 100 عملية ناجحة خلال السنوات الخمس القادمة.
لا تقتصر الرعاية على العملية فقط، بل تمتد لسنوات من المتابعة والتأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال وأسرهم. عائلة محمد من إثيوبيا قطعت آلاف الكيلومترات حاملة معها طفليها الملتصقين بعد أن فشلت المحاولات المحلية ونفدت مدخراتهما، لتجد في المملكة بارقة أمل حقيقية. البروفيسور جيمس أندرسون من جامعة هارفارد، متخصص جراحة الأطفال، يؤكد: "المعايير السعودية في فصل التوائم تفوق ما نراه في أعرق المستشفيات الأمريكية". الفرصة متاحة للعائلات المحتاجة، لكن يُنصح بالتقدم مبكراً نظراً لقوائم الانتظار المتزايدة.
67 عملية، 152 طفلاً، 28 دولة، و35 عاماً من العطاء - أرقام تحكي قصة إنسانية عظيمة تتجدد مع كل نجاح. مع استمرار الدعم الملكي والتطور التقني، نتطلع لمزيد من المعجزات الطبية التي تُكتب بأيدٍ سعودية. للعائلات التي تحتاج هذه الخدمة، لا تترددوا في التواصل مع البرنامج - فالأمل موجود والإمكانيات متاحة. كم من الأطفال حول العالم ينتظرون لحظة الأمل هذه؟ وكم من المعجزات الطبية ستشهدها الأشهر القادمة؟
