في تطور صاعق يهز أركان الشرق الأوسط، 15 شهراً من الدمار وآلاف الأبرياء و5 دول مشتعلة تنتظر نتائج اجتماع واحد قد يغير مصير 400 مليون عربي. للمرة الأولى منذ مذبحة 7 أكتوبر، يجتمع أقوى رجلين في المنطقة - الأمير محمد بن سلمان ودونالد ترمب - في البيت الأبيض لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بالكامل. الخبراء يحذرون: هذه قد تكون الفرصة الأخيرة قبل انفجار شامل يدمر ما تبقى من المنطقة.
في أروقة واشنطن المكتومة، يحمل اللقاء الاستثنائي 4 مبادئ سعودية صلبة تواجه إسرائيل بالحقيقة المرة: "لا تطبيع بلا دولة فلسطينية" - الموقف السعودي الحاسم الذي يرفض أي تنازل. سعد الدبلوماسي السعودي يعمل ليل نهار في القاعات المرمرية، حاملاً أحلام الملايين الذين يرقدون في خيام اللجوء. "الاستقرار لا يولد من فراغ" - هكذا تصر الرياض بينما أصوات الصواريخ المدمرة لا تزال تدوي في غزة المنكوبة.
منذ مذبحة 7 أكتوبر والمنطقة تشتعل كبركان نائم، وغياب العدالة للفلسطينيين يغذي الصراعات منذ 75 عاماً مريرة. كما غيرت اتفاقيات كامب ديفيد وجه التاريخ عام 1978، تراهن واشنطن والرياض على صناعة معجزة جديدة. د. محمد العريفي، خبير الشؤون الإقليمية، يحذر: "إما السلام الشامل أو الحرب الإقليمية المدمرة - لا يوجد خيار ثالث أمام المنطقة." الوضع الحالي يشبه برميل البارود على وشك الانفجار.
من أسعار البنزين في محطات الوقود إلى أمان العائلات في بيوتها، كل شيء معلق على نتائج هذا اللقاء المصيري. السعودية تراهن على رؤية جديدة تنقذ المنطقة من الهاوية، بينما أم أحمد من غزة - التي فقدت 3 من أطفالها وتعيش في خيمة مهترئة منذ 15 شهراً - تنتظر بقلب يخفق نهاية الكابوس. يوسف من حلب يحلم بالعودة لمنزله المدمر بعد 13 سنة من الغربة، بينما أكثر من 13 مليون لاجئ سوري ينتظرون الخلاص. ردود الأفعال متضاربة: إيران غاضبة، إسرائيل قلقة، والشارع العربي متفائل بحذر شديد.
4 مبادئ سعودية واضحة، 5 أزمات إقليمية ملتهبة، لقاء واحد مصيري - هذه هي المعادلة التي ستحدد مصير الشرق الأوسط. الأسابيع المقبلة ستكشف إما ولادة شرق أوسط جديد يعم فيه السلام والازدهار، أو انهيار كامل يغرق المنطقة في حروب لا تبقي ولا تذر. على الشعوب العربية دعم هذه الجهود السلمية قبل فوات الأوان. السؤال الذي يؤرق الملايين الليلة: هل سيكتب التاريخ أن هذا اللقاء أنقذ المنطقة من الهاوية، أم كان آخر فرصة ذهبية ضائعة إلى الأبد؟