الرئيسية / من هنا وهناك / خلف الكواليس: كيف تحولت شبكة التهريب للسعودية لحرب داخلية… والعمال اليمنيون يدفعون الثمن؟
خلف الكواليس: كيف تحولت شبكة التهريب للسعودية لحرب داخلية… والعمال اليمنيون يدفعون الثمن؟

خلف الكواليس: كيف تحولت شبكة التهريب للسعودية لحرب داخلية… والعمال اليمنيون يدفعون الثمن؟

نشر: verified icon رغد النجمي 07 نوفمبر 2025 الساعة 11:55 صباحاً

في تطور صادم هز المناطق الحدودية مع السعودية، انهارت أكبر شبكة تهريب منظم في اليمن خلال 48 ساعة فقط، بعد تسع سنوات كاملة من العمل تحت حماية مليشيا الحوثي. مئات المهاجرين الأفارقة تحولوا إلى جيش مهربين مسلح في جبال صعدة، قبل أن يندلع تمرد دموي يعيد ترتيب خريطة الإجرام المنظم على حدود المملكة.

في منطقة تُعرف محلياً باسم "المجمع"، حيث تتقاطع طرق التهريب القديمة، اندلعت معركة حقيقية بين أسياد التهريب ومن كانوا عبيدهم. مشتاق السرايا، المشرف الأمني الحوثي، قاد حملة عسكرية قاسية ضد المهربين المتمردين، فيما شاهد أحمد الصعدي - العامل اليمني البالغ 35 عاماً - مطعمه الصغير الذي يعيل منه عائلته يحترق أمام عينيه. "كانوا يعاملوننا كالعبيد، نخاطر بحياتنا وهم يجنون الملايين"، هكذا وصف أحد المهربين الأفارقة السابقين الوضع المتفجر.

منذ 2015، بنى الحوثيون إمبراطورية تهريب كاملة اعتماداً على المهاجرين الأفارقة، في سيناريو يذكرنا بما حدث في أفغانستان خلال فترة طالبان. التوزيع غير العادل للأرباح أشعل فتيل التمرد، عندما وصل تاجر مخدرات إثيوبي كبير وحرض المهربين ضد أسيادهم الحوثيين. د. عبدالله الأمني، خبير الأمن الحدودي، يحذر: "المنطقة تتحول إلى فوضى أمنية لا يمكن السيطرة عليها، كسوق سوداء مفتوحة مثل أسواق الحرامية في أفلام الجريمة."

العواقب كانت مدمرة على العمال اليمنيين الأبرياء. عائلات كاملة فقدت مصادر دخلها الوحيد، والخوف يسيطر على القرى الحدودية بعد أن تحولت المنطقة لمعركة مفتوحة. فاطمة المنبهي، السيدة المحلية التي شاهدت الاشتباكات، تصف المشهد: "أصوات الرصاص تملأ الجبال، ودخان أسود يتصاعد من كل مكان." السعودية تشدد إجراءاتها الحدودية الآن، فيما تتحول المنطقة لمنطقة عسكرية، والمقدم ناصر الحدودي يقود عمليات مكافحة محكمة على الجانب الآخر من الحدود.

تمرد، اشتباك، اغتيال، تهجير.. أربع كلمات تلخص نهاية إمبراطورية تهريب عمرها تسع سنوات. المعركة لم تنته بعد، والحرب على طرق التهريب تدخل مرحلة جديدة أكثر دموية. في زمن تحكمه شبكات الإجرام المنظم وتتحول فيه الحدود لساحات معارك.. هل ستبقى الحدود مجرد خطوط على الخرائط، أم ستتحول لخنادق دفاع حقيقية؟

شارك الخبر