15 مليون موظف سعودي أمامهم 180 يوماً فقط للاستعداد لأهم فحص في حياتهم المهنية. في تطور تاريخي ومفاجئ يزلزل أوساط العمل، اعتمدت السعودية نظامًا إلزاميًا لا يخضع للتأجيل أو التسويف: للمرة الأولى في تاريخ المملكة، لن تعود الخبرة وحدها كافية للاحتفاظ بوظيفتك. العد التنازلي بدأ: أقل من 6 أشهر لتطبيق قانون سيغير وجه سوق العمل السعودي إلى الأبد.
أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية عن بدء تطبيق لائحة فحوصات اللياقة المهنية والأمراض غير المعدية، وهو قرار شامل سيؤثر على 15 مليون عامل في مختلف القطاعات. وفقًا للقرار الذي يحمل الرقم (33232)، فإنه يفرض على جميع العاملين الخضوع لفحوصات طبية شاملة، في مهلة لا تتجاوز 180 يومًا، مع تغطية تصل إلى 100% لكافة القطاعات. "هدفنا ضمان قدرتهم على أداء مهامهم الوظيفية بكفاءة وأمان بما يتماشى والمعايير الوطنية"، قال أحد الخبراء.
تتزامن هذه الخطوة مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتحسين بيئة العمل عبر الالتزام بأعلى معايير السلامة المهنية. مع تجارب الدول المتقدمة كالتي شهدت خطوات مماثلة في تاريخها، يأتي القرار السعودي كجزء من سلسلة إصلاحات جذرية. يتوقع الخبراء تحسنًا ملحوظًا في مستوى الإنتاجية وصحة العاملين، ونقل المملكة إلى مرحلة جديدة من المعايير المهنية العالمية.
لا شك أن هذه الفحوصات الإلزامية ستحدث ثورة في سوق العمل السعودي، مع تأثيرات تمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية للعاملين وأصحاب العمل. من المتوقع أن يشهد القطاع الصحي ازدهارًا غير مسبوق، مع تطوير تقنيات جديدة لإجراء الفحوصات الطبية. لكن التحذيرات قائمة: على الشركات والمختصين التحضير الجاد والفوري لهذه الخطوة التي لا رجوع عنها. “هل أنت مستعد لاختبار اللياقة المهنية الذي سيحدد مستقبلك الوظيفي؟”