في تطور صادم يهز الدوري الإسباني، تشهد العاصمة الكتالونية اليوم مواجهة تحمل كل معاني الدراما الكروية، حيث يفصل نقطتان فقط بين حلم برشلونة في خطف الصدارة وكابوس ريال سوسيداد المستمر في القاع. الحقيقة المذهلة أن ريال سوسيداد لم يعد يشبه نفسه... فوز واحد فقط في 6 مباريات! مباراة اليوم على ملعب مونتجويك قد تحسم مصير موسم كامل خلال 90 دقيقة فقط، والسؤال المحوري: هل ستتكرر الرباعية التاريخية التي أذلت الضيوف في مارس الماضي؟
في صراع حياة أو موت كروي، يدخل برشلونة المتوهج مواجهة سوسيداد المحتضر بأرقام صادمة تحكي قصة موسمين مختلفين تماماً: 19 هدفاً برشلونياً مقابل 6 أهداف فقط لسوسيداد في نفس عدد المباريات. المعلق المخضرم عصام الشوالي سيشهد من على شاشات بي إن سبورت 1 إما مجزرة جديدة أو معجزة كروية لا تُصدق، بينما يروي كارلوس إيتشيفاريا، مشجع سوسيداد منذ 30 عاماً قصة ألمه: "لم أر الفريق في حالة أسوأ من هذه، نحن نسقط في هاوية سحيقة". في المقابل، تتحرك قمصان البلوغرانا كالأمواج في ملعب مونتجويك المؤقت، حاملة آمال ملايين المشجعين حول العالم.
من انتصار سوسيداد التاريخي الوحيد 1-0 في نوفمبر الماضي إلى الرباعية المدمرة 4-0 في مارس، نشهد حرباً نفسية طويلة بين فريق يطارد المجد وآخر يهرب من العار. أزمة سوسيداد متعددة الأوجه تتجسد في أرقام مرعبة: دفاع هش استقبل 9 أهداف، وهجوم عاجز سجل 6 فقط، بينما يقف برشلونة كالسيل الجارف يكتسح كل من يقف أمامه بمعدل 3.16 هدف لكل مباراة. المحلل د. أنطونيو غارسيا يؤكد: "برشلونة اليوم آلة هجومية لا تُقاوم، لكن الكرة مدورة والمفاجآت واردة"، مشيراً إلى أن التاريخ شهد انتصارات مدوية للضعيف أمام القوي.
نتيجة هذه المباراة ستؤثر على مزاج الملايين من المشجعين من بيوت مدريد إلى المغرب العربي، حيث يترقب مارك توريس، المشجع البرشلوني الشاب، رؤية فريقه يستعيد عرش إسبانيا: "هذه فرصتنا الذهبية للانفراد بالصدارة". فوز برشلونة سيضعه في المقدمة ويعزز ثقته في مطاردة الألقاب، بينما خسارة سوسيداد قد تدفعه للهاوية وتشعل أزمة إدارية حقيقية. الصحفي الرياضي بيدرو رودريغيز يستذكر: "حضرت مباراة مارس الماضية، كانت مجزرة حقيقية... الخوف أن التاريخ يعيد نفسه". رائحة العشب الطازج تختلط بملمس القلق في الهواء، بينما تتراوح المشاعر بين ثقة مفرطة من مشجعي برشلونة وقلق عميق يخيم على جماهير سوسيداد.
مباراة اليوم تجمع طموح برشلونة اللامحدود بيأس سوسيداد المطلق في لوحة كروية نادرة، حيث يلتقي داود بجوليات في معركة حاسمة. التاريخ سيُكتب اليوم في تمام الساعة 7:30 مساءً بتوقيت القاهرة: إما فصل جديد من المجد البرشلوني أو معجزة باسكية خالدة تعيد الأمل للمحاصرين في القاع. هل سيصمد سوسيداد أمام إعصار برشلونة الهجومي، أم أننا على موعد مع مجزرة جديدة تدق المسمار الأخير في نعش آمال الفريق الباسكي؟
