في دقائق معدودة تحولت أسعد ليلة في حياة شاب لآخر أنفاسه...
في ليلة ملؤها الفرح والسعادة، اجتمع أهل قرية الرمد الشرقي بمركز كوم أمبو في أسوان للاحتفال بزفاف الشاب المحبوب أشرف أبو حاكم. ولكن ما بدأ كحفل زفاف رائع سرعان ما تحول إلى مأساة عندما سقط العريس مغشياً عليه أمام الحضور. تلك اللحظات القليلة كانت كافية لتحويل حلم العمر إلى كابوس مروع، إذ لقى أشرف ذو الثمانية والعشرين عاماً حتفه نتيجة سكتة قلبية مفاجئة.
الخبراء يؤكدون: "في خضم الانفعالات الشديدة، قد يتعرض القلب لصدمات قاتلة غير مرئية." ابن عمته، أحمد حسن، قال: "أشرف كان من أطهر وأنقى شباب القرية، ونحتسبه عريس الجنة." بينما جلس محمد الأمين، صديقه المقرب، مشدوهاً وهو يتذكر حديثه الأسبوع الماضي عن إحساسه بقرب الأجل.
وتشير التقارير الطبية أن السبب كان سكتة قلبية. مثل هذه الأحداث ليست نادرة في مجتمعاتنا، حيث ترجع هذه الوفيات لعدد من العوامل كالإجهاد البدني والانفعال العاطفي الكبير. لكن المفارقة تظل أن أشرف كان ابن عائلة محبوبة، فقدت الكثير بالفعل، حيث طالت الأحزان أجواء القرية وحدت الضيوف في صمت مطبق.
بينما يكتنف الألم قلوب الأهل والأصدقاء، تدق الواقعة ناقوس الخطر في الأذهان حول أهمية الفحوصات الطبية والاعتناء بالقلوب الشابة، حتى في خضم اللحظات الفرحة. يقول د. محمود سالم، أخصائي القلب: "30% من حالات الوفاة الفجائية تحدث خلال الانفعالات الشديدة، والأمر يتطلب وعي أكبر وفحوص مبكرة."
بالنسبة لأهالي القرية، ستظل ذكرى تلك الليلة العصيبة تهيمن على قلوبهم وعقولهم، فالجميع سيتذكر أشرف الطيب الذي رحل، تاركاً وراءه عروساً شابة ومجتمعاً منكسراً. لكن يتعين علينا جميعاً السؤال: هل نعلم حالة قلوبنا الصحية؟ هذه القصة قد تكون جرس إنذار ينقذ حياة أحدهم يوماً ما.
