هاجم علي سالم البيض العروض العسكرية التي اقيمت مؤخراً في اليمن بمناسبة العيد 19 للوحدة اليمنية، قائلاً: بالامس يحتفلون بعيد الوحدة بالدبابات والعروض العسكرية ،من يخوفون بهذا العرض ،أبناء الجنوب .أم دول الجوار ؟ بينما الناس يموتون جوعا في الجنوب وحتى في الشمال.
وانكر البيض في مقابلة مع قناة الحرة من مدينة ميونخ الألمانية معرفته بزعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ابو بصير ناصر الوحيشي، متهماً اياه بالعمل مع النظام اليمني في الامن السياسي.
وطمأن البيض دول الجوار والعالم قائلا :اليمن الجنوبي ليس العراق وليس الصومال ولكننا دولة وناس حضاريين ثقافتنا تمنعنا من الانزلاق نحو مهاوي الإرهاب.
وأضاف البيض الذي اعلن الانفصال الفاشل خلال حرب العام 94م :نحن من تنازلنا من أجل الوحدة ونحن من قدم كل شيء من أجل الوحدة وأصبحنا مشردين بدون حضارة ولا هوية ولا كرامة.
ودعا البيض إلى إجراء استفتاء لشعب الجنوب إذا ما أحد شكك بمطالبنا، وقال اعملوا استفتاء وشوفوا من الذي يطالب بالاستقلال نحن أم الناس، ولتأتي أي منظمة دولية ويستفتوا الناس أما أن يستعرضون الجيش فمهما كانت الجيوش والقوات فقد فشلت في مواجهة الشعوب.
وأشار البيض إلى أن الوحدة حالة حب ، ومثلما هو لا إكراه في الدين كذلك لا إكراه في الوحدة.
وفي سؤال المذيعة عن الحوار الذي دعا له صالح قال البيض لم نتلق أي دعوة للحوار وليس لي اتصالات مع صالح، وأضاف :لا مانع من الحوار برعاية دولية وإقليمية على أساس استعادة دولتنا ونبقى أخوان ويمكن أن نوقع اتفاقات تعاون مشترك.
وعن التحركات الدولية لدعم مشروع استقلال الجنوب قال البيض :هناك تحركات واتصالات يجريها بعض الأخوان مع الجميع ، وحينما كنت في عمان لم أعمل شيء طيلة 15 عام ولم أجري اتصالا واحدا، ولكن اليوم سأكون مع أهلي في الجنوب ولن اتركهم يموتون في الشوارع والسجون.
ونوه البيض إلى أنهم في الخارج انعكاس لمعارضة الداخل وقال: هي تعطينا القوة وليس العكس،قوة الإرادة وتضحياتهم اللا محدودة.
وقال "إن أهلنا في الداخل هم الجالسون على الأرض وهم الذين يعملون ويواجهون المصاعب، وسنكون مع أهلنا بكل شيء مهما كلفنا ذلك من ثمن ، وبقوة الإرادة سننتصر .
العتواني يطالب البيض العودة الى غيبوبته:
وكان القيادي في اللقاء المشترك سلطان العتواني قد وصف حديث علي سالم البيض في 21 من مايو الجاري والذي جدد من خلاله الدعوة للانفصال بعد 15 عاما على إعلانه الأول، وصفه بحديث «خطر»، مطالباً إياه بـ «العودة إلى غيبوبته السياسية».
وشذ الأمين العام للتنظيم الناصري ورئيس تكتل اللقاء المشترك المعارض سلطان العتواني عن قاعدة الصمت المطبق الذي ساد الأوساط السياسية اليمنية حيال تصريحات البيض «الانفصالية» ونقلت صحيفة البيان الاماراتية يوم السبت عنه القول أن حديث البيض «لا يقل خطورة عن ممارسات السلطة، وسعي كليهما للإضرار بوحدة البلد» على حد تعبيره.
وذكر العتواني أن «البيض فاق بعد خمسة عشر عاماً وعليه العودة إلى غيبوبته، فالوحدة لم يصنعها علي سالم البيض، بل صنعتها تضحيات ونضالات شعبنا في اليمن »، مشيراً إلى أن «من يتاجر بها فسيذهب مع الريح».
القربي: أجهزة أمنية واستخبارية تدعو لانفصال اليمن الجنوبي
أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن "هناك أجهزة أمنية واستخبارية مسؤولة عن الدعوة إلى انفصال اليمن الجنوبي" وقال القربي في تصريح " صحفي "على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي: "عندما يأتي الوقت المناسب سنعلن عنها ولكن ما يهمنا في الوقت الحاضر هو كيف نعالج الأمور في إطار البيت اليمني لأننا إذا استطعنا ذلك فسنضيع الفرصة على كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر".
وتساءل "هل ما يحدث في اليمن هو في الإطار نفسه من الأزمات التي يعيشها العراق والسودان ولبنان والصومال وهل هناك مصالح تريد أن تجعل المنطقة في حالة مستمرة من الأزمات؟.. أيا كانت الأطراف هناك مسؤولية على كل حكومة من حكومات هذه الدول أن تعالج هذه القضايا وهذا ما نقوم به".
وأضاف "هناك مسؤولية في إطار الإستراتيجية العربية للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية لأن الذي يهدد اليمن اليوم قد يهدد دولة أخرى سواء في الخليج أو مصر أو غيرها لأن هناك أقليات ومجموعات تعتقد أنها محرومة ، فهل يأتي من يغذي هذا الحرمان كي يحوله إلى محاولات للفرقة والانفصال". مشيراً إلى أن مسؤولية الحفاظ على الوحدة اليمنية تقع على عاتق الشعب العربي والشعب اليمني". لافتاً إلى أن الإشكالات التي يعاني منها اليمن نتيجة أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها اليمن.. مطالب مشروعة من بعض المناطق لتحقيق التنمية..هناك بعض الأخطاء الإدارية التي وقعت ولكن لا أعتقد أن هناك دولة في العالم العربي لا يوجد فيها مشاكل، فالدول الغنية تعاني نتيجة الأزمة المالية فما بالك ببلد فقير كاليمن؟!".
وأكد القربي أنه "ليس هناك أي دولة عربية ستقبل أن يأتي من يقول أن الانفصال هو الحل لمعالجة هذه القضايا، المعالجة تأتي من خلال المؤسسات الشرعية، ومن حق الناس أن يتحاوروا حول هذه المشاكل".
وأبدى القربي أسفه لتصريحات رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض التي دعا فيها إلى انفصال اليمن الجنوبي وقال: "من المؤسف أن يأتي علي سالم البيض من قيام الوحدة بمثل هذا القول ليصح عليه أنه صمت دهراً ونطق كفراً، وهو تكرار للموقف الذي أعلنه في العام 1994 ودعوته للانفصال التي هزمها الشعب اليمني وليس الحكومة اليمنية، فالوحدة بالنسبة للشعب اليمني هي قضية مصير، ونحن ننظر إليها كإنجاز عربي وقومي قبل أن تكون إنجازاً يمنياً".
مصر تتابع باهتمام كبير التطورات فـي جنوب اليمن
من جانبه صرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية المصرية بأن بلاده تتابع بإهتمام كبير التطورات الجارية حاليا فى جنوب اليمن فى ضوء ماشهدته الأيام الأخيرة من مظاهر للتوتر أدت إلى سقوط عدد من الضحايا من أبناء الشعب اليمنى .
وطالب السفير حسام زكى مختلف الأطراف بضبط النفس ومعالجة الخلافات فى وجهات النظر من خلال الحوار الهادىء الذى يهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على تماسك الدولة وماتم إنجازه منذ تحقيق الوحدة اليمنية .
ودعا المتحدث مجددا كافة القوى السياسية والشعبية للتجاوب مع الجهود التى يبذلها الرئيس على عبدالله صالح والحكومة اليمنية من أجل إحتواء التوترات ، معبرا عن قلقه من إتجاه بعض الأطراف المحلية لتبنى مواقف من شأنها تهديد الأمن والإستقرار الداخلى ووحدة الأرض اليمنية ، مع ما قد يستدعيه ذلك من تداعيات تسهم أيضا فى تدعيم تيار التطرف والغلو.
كما أكد على أن هناك مسئولية هامة تقع فى هذا الإطار على عاتق المجتمع الدولى فيما يتعلق بالوقوف أمام محاولات بعض الأطراف الخارجية للتدخل فى الشئون الداخلية لليمن سعيا لزعزعة إستقراره الداخلى بما يخدم أجندات إقليمية لهذه الأطراف .
واشار السفير زكي إلى العلاقات التاريخية الوطيدة التى تربط بين مصر واليمن ، والأهمية الحيوية التى توليها مصر فى هذا الإطار للحفاظ على إستقرار اليمن ، بما له من موقع جيو - إستراتيجى محورى يؤثر على إستقرار المنطقة ككل ، وبما يمتلكه من كتلة سكانية عريقة لعبت دورا تاريخيا هاما فى تشكيل الوجه الحضارى للمنطقة العربية.