حقق هاري كين إنجازاً فردياً مذهلاً بتسجيله هدف الفوز القاتل لبايرن ميونخ في الدقيقة الرابعة والتسعين، منقذاً فريقه من كابوس الخروج المبكر من كأس ألمانيا أمام فيهين فيسبادن بنتيجة 3-2. المهاجم الإنجليزي أظهر شخصية استثنائية بعدما تعرض لضغط نفسي هائل إثر إضاعته ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة والسبعين، ليعود ويحسم المباراة برأسية مميزة في اللحظات الأخيرة.

بدأت المباراة بشكل مثالي لصالح العملاق البافاري، حيث نجح كين في افتتاح التسجيل من ركلة الجزاء في الدقيقة السادسة عشرة بعد إعاقة بوي داخل منطقة الجزاء. الهدف المبكر منح بايرن ميونخ ثقة كبيرة، خاصة أن الفريق كان يواجه خصماً من الدرجة الثالثة يُفترض أن يكون سهل المراس.

ضاعف مايكل أوليسى النتيجة في الدقيقة الحادية والخمسين بعد متابعة ذكية لكرة مبعدة خاطئة من دفاع فيهين، وبدا أن المباراة في طريقها لحسم مريح لصالح بايرن ميونخ. لكن السيناريو تغير جذرياً عندما بدأت انتفاضة فيهين فيسبادن المثيرة.

فاتح كايا كان بطل هذه الانتفاضة المذهلة، حيث قلص الفارق في الدقيقة الرابعة والستين بتسديدة مباشرة على الطائر من داخل منطقة الجزاء. لم يكتف اللاعب التركي بذلك، بل عاد ليسجل هدف التعادل في الدقيقة السبعين بانفراد تام استغل فيه تمريرة سحرية بالرأس من فلوسو، ليصعق الجماهير ويضع بايرن ميونخ في موقف محرج.

تحولت المباراة إلى كابوس حقيقي لبايرن ميونخ، خاصة بعدما حصل على ركلة جزاء ثانية في الدقيقة الرابعة والسبعين. هاري كين، الذي سجل من النقطة البيضاء في وقت سابق، تقدم لتنفيذ الركلة وسط توقعات بحسم المباراة، لكن حارس فيهين ستريتزل تألق في التصدي للكرة. الأمر الأكثر إحباطاً أن الكرة عادت إلى كين الذي سدد رأسية تصدى لها الحارس أيضاً، مما ضاعف من الضغط النفسي على النجم الإنجليزي.

مع دخول الوقت بدل الضائع، بدا أن بايرن ميونخ قد يودع البطولة مبكراً أمام فريق مغمور. اللاعبون البافاريون كثفوا هجماتهم بشكل يائس، وفي محاولة أخيرة وصلت عرضية داخل منطقة الجزاء وجد كين نفسه خالياً من الرقابة. هذه المرة لم يضيع الفرصة، حيث سدد رأسية مميزة سكنت الشباك لتعلن عن هدف الفوز في الدقيقة الرابعة والتسعين.

كان رد فعل كين بعد الهدف يعكس حجم الضغط الذي تحمله طوال المباراة. النجم الإنجليزي انطلق محتفلاً بطريقة تظهر مزيجاً من الفرحة والارتياح، مدركاً أنه أنقذ فريقه من فضيحة محتملة. هذا الهدف لم يكن مجرد تسجيل عادي، بل كان بمثابة استرداد للثقة بعد الإخفاق في ركلة الجزاء.

هذا الفوز يحمل دلالات مهمة لبايرن ميونخ في بداية الموسم الجديد تحت قيادة فينسنت كومباني. رغم التأهل للدور الثاني من كأس ألمانيا، إلا أن الأداء أمام فريق من الدرجة الثالثة يطرح علامات استفهام حول جاهزية الفريق للتحديات الأكبر القادمة. في المقابل، قدم فيهين فيسبادن عرضاً رائعاً سيبقى محفوراً في ذاكرة مشجعيه، خاصة بعد إنجازهم في إحراج أحد أكبر الأندية الأوروبية لفترات طويلة من المباراة.