يعكس السلوك في بيئة العمل جوانب متعددة من جودتها، حيث توجد علاقة تكاملية بين سلوك الموظفين وتطبيق مبادئ الجودة. تشير الأبحاث إلى أن مبادئ الجودة الشاملة لا تقتصر على تحسين الأداء فقط، بل تسهم في تعزيز رضا الموظفين وسلوكهم الإيجابي.
تجربة مركز فرجينيا ميسون الطبي في واشنطن تُعتبر نموذجًا واضحًا لكيفية تحسين نظم الجودة وانعكاسها المباشر على سلوك الموظفين. بعد تطبيق نظام الجودة الشاملة، أُبلغ عن انخفاض كبير في العيوب وإهدار الموارد، مما أدى إلى زيادة مشاركة الموظفين في التحسين المستمر ورفع مستوى رضاهم الوظيفي.
الجدير بالذكر أن العلاقة بين الجودة والسلوك ليست باتجاه واحد، بل هي ديناميكية. فالتفاعل والتغذية الراجعة بينهما يعززان من بعضهما البعض في دورة مستمرة من التحسين. زيادة جودة المنتجات والخدمات تشجع الموظفين على الشعور بالفعالية والانخراط، مما يؤدي بشكل طبيعي إلى تحسين المعايير المتبعة.
لحفظ هذه الحلقة الإيجابية، يتعين على المؤسسات تطوير برامج تدريبية وتقييمية وتحفيزية شاملة، مع غرس ثقافة تنظيمية تسعى للاعتراف بمساهمات الأفراد في تحقيق التميز. التركيز على الجودة وتعزيز سلوك الموظف المثالي يسهمان في تحسين الأداء العام للمؤسسة ويساعدان على تحقيق رؤية المملكة الطموحة للوصول إلى مصاف الدول الكبرى.