تحولت صرخة رجل يمني يبحث عن زوجته "بتول" وسط أنقاض منزلهما المدمر إلى قصة إنسانية هزت مشاعر الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
الفيديو المؤلم الذي أظهر الزوج وهو ينادي بصوت مكلوم على زوجته المفقودة تحت الركام جراء غارة جوية أمريكية استهدفت حياً سكنياً في صنعاء،
أصبح وجهاً للمأساة الإنسانية المستمرة في اليمن، حيث تحول نداء "أين بتول؟" إلى رمز لمعاناة المدنيين في ظل النزاع المسلح الممتد منذ سنوات.
الفيديو المؤثر وانتشار وسم "أين بتول؟:
انتشر مقطع الفيديو المؤثر بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، موثقاً لحظات مروعة للزوج المفجوع وهو ينزل بين الأنقاض المشتعلة باحثاً عن زوجته بتول، متجاهلاً تحذيرات المحيطين به من خطر انهيار المبنى عليه.
وقد أظهرت اللقطات حالة الفجيعة العميقة التي يعيشها الرجل، والتي عكستها صرخاته المدوية "أين بتول؟" التي تحولت لاحقاً إلى وسم (هاشتاغ) تداوله آلاف اليمنيين على مختلف المنصات.
وكشفت مصادر محلية أن هذه العائلة أصبحت رمزاً للمأساة الإنسانية في اليمن، حيث أصبح أطفال بتول في عداد اليتامى بعدما فقدوا والدتهم تحت الركام، مما أثار موجة تضامن واسعة وتعاطف غير مسبوق من مختلف شرائح المجتمع اليمني والعربي، الذين تابعوا القصة لحظة بلحظة عبر المنصات الرقمية متأملين نجاة السيدة بتول من تحت الأنقاض.
الغارات الجوية وتأثيرها على المدنيين:
وقعت هذه المأساة الإنسانية في سياق سلسلة غارات جوية أمريكية استهدفت مناطق متفرقة في العاصمة اليمنية صنعاء السبت الماضي، وفق ما نقلته وسائل إعلام مرتبطة بجماعة (الحوثيين).
وخلفت هذه الغارات دماراً هائلاً في الأحياء السكنية، مما أدى إلى انهيار عدد من المباني على قاطنيها، كما حدث مع منزل عائلة بتول.
ويأتي هذا في إطار استمرار الأعمال العسكرية في اليمن، التي تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين على مدى السنوات الماضية.
وتشير المشاهد المصورة من موقع الحادثة إلى حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة السكنية، مما يعكس الخطر المستمر الذي يواجهه المدنيون اليمنيون في ظل استمرار النزاع المسلح.
وقد أدت هذه الحادثة إلى إثارة تساؤلات جديدة حول الإجراءات المتخذة لحماية المدنيين خلال العمليات العسكرية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.
عمليات الإنقاذ والنهاية المأساوية
بذلت فرق الدفاع المدني اليمنية جهوداً مضنية في عمليات البحث والإنقاذ التي استمرت لنحو عشرين ساعة متواصلة، محاولةً الوصول إلى السيدة بتول تحت أنقاض منزلها المدمر.
وخلال هذه الساعات الطويلة، ظل زوج بتول وأطفالها في حالة ترقب وأمل للعثور عليها حية، وشاركهم آلاف اليمنيين هذا الأمل عبر متابعتهم المستمرة للقصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
غير أن الآمال تبددت مع إعلان فرق الإنقاذ العثور على جثمان بتول تحت الأنقاض بعد ساعات طويلة من البحث المتواصل.
وبحسب روايات شهود عيان، فقد تسبب خبر وفاة بتول في حالة من الحزن العميق ليس فقط لدى عائلتها المفجوعة، بل لدى جميع من تابعوا القصة وتفاعلوا معها، ليتحول وسم "أين بتول؟" من نداء استغاثة إلى رمز للمأساة المستمرة التي يعيشها المدنيون في اليمن جراء استمرار النزاع المسلح.
تبقى قصة بتول شهادة حية على المأساة الإنسانية المستمرة في اليمن، حيث تحولت صرخة زوجها المفجوع إلى صدى يتردد في وجدان الملايين.
وفي حين انتهت قصة بتول بشكل مأساوي، إلا أنها أعادت تسليط الضوء على معاناة المدنيين اليمنيين، والتكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع المسلح المستمر منذ سنوات.
لقد أصبحت بتول رمزاً للضحايا المدنيين الذين يسقطون يومياً بعيداً عن الأضواء، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي ينهي معاناة الشعب اليمني ويحمي المدنيين من ويلات الحرب.