الرئيسية / شؤون محلية / مستشار سابق في أرامكو السعودية يوجه اتهامات خطيرة تطال قادة جنوبيين "استثمارات ضخمة في دبي"
مستشار سابق في أرامكو السعودية يوجه اتهامات خطيرة تطال قادة جنوبيين "استثمارات ضخمة في دبي"

مستشار سابق في أرامكو السعودية يوجه اتهامات خطيرة تطال قادة جنوبيين "استثمارات ضخمة في دبي"

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 26 أبريل 2025 الساعة 05:40 صباحاً

كشفت تغريدة مثيرة للجدل نشرها صالح العمار، المستشار السابق في شركة أرامكو السعودية، عن اتهامات غير معهودة وجهها لقيادات يمنية جنوبية بتنفيذ استثمارات ضخمة في الإمارات العربية المتحدة. 

جاءت هذه التصريحات عبر منصة "إكس"، حيث زعم العمار أن قادة من جنوب اليمن وبعض القياديين السابقين من الهضبة الزيدية يستثمرون في مشاريع عقارية وتجارية كبيرة في دبي.

وتأتي هذه الاتهامات في لحظة حساسة تشهد فيها اليمن أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة، مما أثار تساؤلات حول مصادر هذه الأموال ومشروعيتها في وقت يعاني فيه المواطن اليمني العادي من ظروف معيشية قاسية. 

كما أشار العمار إلى التناقض الصارخ بين هذه الاستثمارات الخارجية وواقع الخدمات المتدهورة في المحافظات الجنوبية.

أزمة الاستثمار وسط الأزمات الاقتصادية:

في تغريدته المثيرة للجدل، سلط العمار الضوء على المفارقة الصارخة بين تلك الاستثمارات الضخمة في الخارج والوضع المأساوي داخل المحافظات الجنوبية. 

وأوضح المستشار السابق أن هذه المشاريع تتضمن استثمارات عقارية كبيرة في الإمارات، بينما تعاني المناطق الجنوبية في اليمن من انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، حيث تتفاقم أزمات انقطاع الكهرباء والمياه وتدهور القطاع الصحي.

وتثير هذه المزاعم تساؤلات جدية حول مصادر الأموال المستثمرة في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة في اليمن. 

ويشير محللون إلى أن مثل هذه الاتهامات تعكس حالة الغضب الشعبي المتزايد تجاه القيادات السياسية التي يُنظر إليها على أنها تستفيد من الوضع الراهن، بينما يعاني المواطن العادي من ارتفاع الأسعار ونقص الموارد الأساسية وتدهور القدرة الشرائية للعملة المحلية.

الرد السياسي والشعبي:

وفي سياق متصل، حمل المستشار السابق في أرامكو السعودية على تناقضات المشهد السياسي، مع استثناء لافت لعيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وصفه العمار بـ"الإنسان الواضح والشجاع" الساعي لتحقيق العدالة للجنوبيين. 

ولفت العمار إلى أن الزبيدي يواجه تحديات معقدة في ظل الظروف الحالية، مستذكراً في الوقت ذاته تعليقات نقدية سابقة أطلقها الزبيدي تجاه مواقف السعودية والإمارات من الأزمة اليمنية.

وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة في أوساط النخبة السياسية اليمنية والأوساط الشعبية. إذ يرى البعض أنها تكشف حقائق طال انتظارها حول الفساد المستشري، بينما يعتبرها آخرون محاولة لزعزعة استقرار المشهد السياسي الجنوبي أو تصفية حسابات شخصية. 

وتزداد حدة هذا الجدل في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة التي يعاني منها السكان في مختلف أنحاء اليمن، والتي تفاقمت بسبب الصراع المستمر والانهيار الاقتصادي.

انتقادات لاذعة وسخرية علنية:

أنهى العمار تغريدته بأسلوب ساخر لافت، إذ قدم شكره مسبقاً لمن سينتقدونه أو يوجهون له الشتائم بناء على تفسيراتهم الخاصة لكلامه. 

وتضمنت تغريدته سخرية واضحة من فكرة أن "جميع قادة الأحزاب اليمنية ملائكة"، في إشارة تهكمية للخطاب السياسي المألوف الذي يميل إلى تقديس القيادات وتجاهل أخطائها أو تجاوزاتها المحتملة.

هذه السخرية العلنية تعكس حالة من الإحباط المتزايد تجاه الخطاب السياسي التقليدي في اليمن، والذي غالباً ما يتجاهل معاناة المواطنين لصالح الصراعات على السلطة والنفوذ. 

وتأتي هذه الاتهامات في وقت يشهد فيه اليمن تحولات سياسية متسارعة، حيث تتعقد المشهد السياسي بفعل تداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية، وتضارب المواقف بين مختلف الأطراف الفاعلة في المشهد اليمني.

تطرح تغريدة المستشار السابق في أرامكو أسئلة جوهرية حول مستقبل اليمن وسط هذه التناقضات الكبيرة. 

فالفجوة بين ثراء النخب السياسية واستثماراتها الخارجية من جهة، ومعاناة المواطنين اليمنيين من انهيار الخدمات والاقتصاد من جهة أخرى، تثير مخاوف حقيقية حول استدامة أي مسار سياسي في ظل غياب العدالة الاجتماعية والشفافية. 

وربما تكون مثل هذه الاتهامات العلنية بداية لنقاش أوسع حول ضرورة إصلاح المنظومة السياسية اليمنية بشكل جذري لتلبية تطلعات المواطنين نحو حياة كريمة، بعيداً عن استغلال المناصب للإثراء الشخصي.

اخر تحديث: 26 أبريل 2025 الساعة 05:40 صباحاً
شارك الخبر