الرئيسية / مال وأعمال / ميناء المخا التاريخي يشهد عودة نشطة كبديل استراتيجي للموانئ اليمنية المتعثرة بعد تدمير ميناء رأس عيسى وحظر ميناء الحديدة
ميناء المخا التاريخي يشهد عودة نشطة كبديل استراتيجي للموانئ اليمنية المتعثرة بعد تدمير ميناء رأس عيسى وحظر ميناء الحديدة

ميناء المخا التاريخي يشهد عودة نشطة كبديل استراتيجي للموانئ اليمنية المتعثرة بعد تدمير ميناء رأس عيسى وحظر ميناء الحديدة

نشر: verified icon مروان الظفاري 22 أبريل 2025 الساعة 08:35 مساءاً

على شواطئ البحر الأحمر الغربية لليمن، بدأت قصة جديدة تتشكل وسط غبار الحرب والدمار، حيث يستعيد ميناء المخا التاريخي أهميته الاستراتيجية بعد سنوات من الركود. 

فبينما تتصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد عقب الغارات الجوية العنيفة التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي وأدت إلى توقفه الكامل، تحول الأنظار إلى ميناء المخا كشريان حيوي جديد يمكن أن يخفف من معاناة اليمنيين المتفاقمة يوماً بعد يوم.

تأثير تدمير ميناء رأس عيسى على الاقتصاد اليمني:

ميناء رأس عيسى، الواقع شمال محافظة الحديدة، كان يمثل حتى وقت قريب أحد أهم المنافذ البحرية الحيوية لليمن، خاصة في مجال تصدير النفط واستيراد المواد الأساسية للاستهلاك اليومي.

 ومع تعرضه للقصف وتوقف عملياته بالكامل، أصيب الاقتصاد اليمني المتداعي أصلاً بضربة جديدة قاسية، تمثلت في شل حركة التجارة الخارجية وتوقف تدفق الإمدادات الضرورية.

تشير مصادر محلية إلى أن تعطيل الميناء أحدث فراغاً استراتيجياً خطيراً في البنية التحتية الاقتصادية لليمن، إذ كان يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي. 

هذا التطور المؤسف أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سنوات، وزاد من صعوبة حصول المواطنين على السلع الأساسية والوقود في ظل ظروف الحرب القاسية.

عمليات تأهيل ميناء المخا وجهوده الاستراتيجية:

في خطوة استباقية واعدة، باشرت السلطات المحلية تفعيل ميناء المخا التاريخي الواقع على الساحل الغربي لمحافظة تعز، واستثمرت في تحديث بنيته لاستقبال السفن التجارية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. 

ورغم محدودية قدراته مقارنة بميناء رأس عيسى، تتواصل عمليات التأهيل السريعة لتوسيع نطاق عمله واستيعاب حركة الشحن المتزايدة. 

وكما أكدت المعلومات الواردة، فإن أولى السفن بدأت فعلياً بالرسو في ميناء المخا منذ أيام، مما يعطي مؤشراً إيجابياً على إمكانية استعادة جزء من النشاط البحري التجاري المفقود.

التحذيرات الأممية وتبعات الصراع المستمر:

أمام هذه التطورات المتسارعة، أطلقت منظمات إنسانية وأممية عدة تحذيرات من تداعيات خطيرة تهدد الأمن الغذائي والمعيشي للمواطنين اليمنيين، حيث سجلت الأسواق المحلية ارتفاعات حادة في أسعار السلع الأساسية.

بينما دعت الأمم المتحدة، عبر بياناتها الرسمية، جميع أطراف الصراع إلى ضرورة تحييد المنشآت المدنية الحيوية عن دائرة الصراع وضمان استمرار تدفق الإمدادات الإنسانية، محذرة من أن الوضع الراهن قد يتطور إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بداية الحرب إذا استمر التصعيد على وتيرته الحالية.

ويبقى ميناء المخا التاريخي بارقة أمل وسط الظلام الذي يخيم على اليمن، فبينما تتواصل التحضيرات لتعزيز قدراته وتوسيع عملياته، تتطلع الأوساط السياسية والإنسانية إلى تحركات دولية فاعلة لاحتواء التصعيد وتخفيف معاناة الشعب اليمني. 

وبينما تتسابق الساعات مع المعاناة المتفاقمة، يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل ستنجح هذه الجهود في منع انزلاق اليمن نحو أزمة إنسانية جديدة أكثر حدة، أم أن المعاناة ستستمر في ظل غياب حل سياسي شامل لأزمة البلاد المستعصية؟

اخر تحديث: 23 أبريل 2025 الساعة 05:00 صباحاً
شارك الخبر