الرئيسية / شؤون محلية / سيناريو الانهيار الكبير.. استمرار تدهور قيمة العُملة يضرب الاقتصاد اليمني في مقتل ! (آخر تحديث بأسعار الصرف)
سيناريو الانهيار الكبير.. استمرار تدهور قيمة العُملة يضرب الاقتصاد اليمني في مقتل ! (آخر تحديث بأسعار الصرف)

سيناريو الانهيار الكبير.. استمرار تدهور قيمة العُملة يضرب الاقتصاد اليمني في مقتل ! (آخر تحديث بأسعار الصرف)

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 21 فبراير 2025 الساعة 06:10 مساءاً

في ظل أوضاع اقتصادية متردية تعصف باليمن منذ سنوات، يواصل الريال اليمني تراجعه الحاد أمام العملات الأجنبية، ما يزيد من تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية في البلاد.

هذا الانخفاض الحاد في قيمة العملة المحلية يضع الاقتصاد اليمني في موقف لا يُحسد عليه، حيث تتزايد المخاوف من انهيار شامل قد يهدد حياة الملايين من المواطنين.

الوضع الحالي لسعر العملة اليمنية

تشهد أسعار صرف الريال اليمني تفاوتًا كبيرًا بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية والمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. ففي عدن، وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 2334 ريالًا للشراء و2352 ريالًا للبيع، بينما بلغ سعر الريال السعودي 615 ريالًا للشراء و620 ريالًا للبيع. في المقابل، لا تزال أسعار الصرف في صنعاء أقل بكثير، حيث سجل الدولار 535 ريالًا للشراء و540 ريالًا للبيع، بينما تراوح سعر الريال السعودي بين 138 و140.5 ريالًا.

هذا التفاوت الكبير بين المناطق يعكس الانقسام السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه اليمن، حيث تدار السياسات النقدية والمالية بشكل منفصل بين الأطراف المتصارعة. ويبدو أن هذا الانقسام يزيد من تعقيد الأزمة، ويؤدي إلى مزيد من التدهور في قيمة العملة.

الأسباب المحتملة لتدهور العملة

يرجع الخبراء التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني إلى عدة عوامل، أبرزها الانقسام السياسي والصراع المستمر الذي أنهك الاقتصاد الوطني. هذا الصراع أدى إلى انعدام الاستقرار السياسي، وغياب السياسات الاقتصادية الموحدة، ما جعل العملة المحلية عرضة للانهيار.

إضافة إلى ذلك، فإن توقف صادرات النفط والغاز، التي كانت تمثل المصدر الرئيسي للدخل القومي، ساهم بشكل كبير في نقص احتياطيات النقد الأجنبي. كما أن طباعة كميات كبيرة من العملة المحلية دون غطاء نقدي كافٍ زاد من حدة التضخم، ما أدى إلى فقدان الريال لقيمته بشكل متسارع.

التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية

مع استمرار تدهور قيمة الريال اليمني، تتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. فقد أدى انخفاض العملة إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، ما جعلها بعيدة عن متناول الكثير من الأسر اليمنية التي تعيش تحت خط الفقر. كما أن هذا التدهور أثر سلبًا على قدرة الحكومة على دفع رواتب الموظفين، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وعلى الجانب الاجتماعي، يهدد هذا الانهيار بزيادة معدلات البطالة والفقر، ما يدفع المزيد من الشباب إلى الهجرة أو الانخراط في النزاعات المسلحة. كما أن الأزمة الاقتصادية تزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

في الختام، يبدو أن استمرار تدهور العملة اليمنية ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد والمجتمع اليمني. وفي ظل غياب الحلول الجذرية، قد يجد اليمن نفسه أمام سيناريو أكثر قتامة إذا لم تتخذ الأطراف المعنية خطوات عاجلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ويبقى الأمل معلقًا على مبادرات دولية ومحلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد البلاد المتهالك.

شارك الخبر