طرحت جماعة الحوثيين، والحكومة الشرعية شروطاً للدخول في حوار لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد تحت رعاية المبعوث الجديد للأمم المتحدة هانس جروندبرج .
وأكدت جماعة الحوثيين رفضها أي حوار تحت رعاية المبعوث الأممي قبل إعادة فتح المطارات والموانئ في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي البلاد.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الجماعة وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، أن تعيين مبعوث جديد لا يعني شيئا ما لم يكن هناك إعلان صريح بوقف ما أسماه بالعدوان ورفع الحصار".
ولوح بأن جماعته لا تنوي التواصل مع المبعوث الجديد في المرحلة الحالية، قائلاً: "لا جدوى من أي حوار قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية".
وأضاف عبدالسلام: "على دول التحالف أن تدرك ما سببه عدوانها وحصارها من معاناة ودمار، وأن تعي أن استمرارها تعنتها سيكلفها أكثر وأكثر"، حسب تعبيره.
من جهتها أعلنت الحكومة اليمنية، استعدادها لتقديم العون لإنجاح مهام المبعوث الأممي الجديد، لكن "وفق مرجعيات الحل المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا".
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس الوزراء ، معين عبد الملك، من غروندبرج، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وهذه المرجعيات هي المبادرة الخليجية لعام 2011، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل (2013)، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالأزمة اليمنية، خاصة القرار 2216 لعام 2015.
وأعرب عبد الملك، خلال الاتصال، عن تطلعه إلى أن يعمل المبعوث الأممي "وفق رؤية مختلفة انطلاقا من معرفته الكبيرة بشؤون اليمن والمنطقة، وبما يؤدي إلى إحلال السلام وتطبيق القرارات الدولية الملزمة للحل السياسي في اليمن". ويطلب القرار 2216 الحوثيين بالكف عن استخدام العنف وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك صنعاء. كما يطالبهم بـ"التخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن الأعمال التي تندرج ضمن نطاق صلاحيات الحكومة الشرعية، والامتناع عن أي تهديد أو استفزاز للدول المجاورة". وأبلغ عبد الملك المبعوث الأممي الجديد بـ"تجارب الحوار السابقة مع جماعة الحوثي، ونقضها المستمر للاتفاقات، والضغط الأممي والدولي المطلوب باتجاه تجاوز المراوغات والتسويف من قبل الجماعة وداعميها في طهران لإطالة أمد الحرب في اليمن، وتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم". والجمعة، عَيَّنّ أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، غروندبرغ مبعوثا خاصا إلى اليمن، خلفا للبريطاني مارتن غريفيث، الذي لم يفلح طيلة ثلاث سنوات في إنهاء النزاع في البلد الفقير. وشغل غروندبرغ، منذ سبتمبر 2019، منصب سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، وهو يمتلك خبرة أكثر من 20 عاما في الشؤون الدولية، بينها أكثر من 15 عاما في مجال حلّ النزاعات والتفاوض والوساطة، وفق الأمم المتحدة. وتسود حالة من الترقب الأوساط اليمنية، لمعرفة خطط المبعوث الجديد، ومدى قدرتها على جمع الأطراف الرئيسية إلى طاولة واحدة لإيجاد حل سلمي ينهي الحرب. وتبذل الأمم المتحدة والولايات المتحدة قصارى الجهد لتحقيق تقدم صوب إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات بين الحوثيين والتحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وتعثرت مبادرة تقودها الأمم المتحدة تدعو لوقف إطلاق النار ورفع القيود البحرية والجوية التي يفرضها التحالف على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ويسعى التحالف إلى اتفاق متزامن ويصر الحوثيون على رفع الحصار أولا.