أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، الجمعة، وفاة العالم النووي البارز محسن فخري زادة، بعد استهدافه من قبل "عناصر إرهابية" قرب طهران.
وقالت الوزارة في بيان رسمي، أن زاده الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه قبل أن يفارق الحياة في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي انعاشه.
وقال بيان عن القوات المسلحة الإيرانية نشرته وسائل إعلام رسمية "للأسف... لم يتمكن الفريق الطبي من إنعاش هذا المدير والعالم الذي حقق أعلى المراتب والشهادات العلمية بعد سنوات من الجهد والنضال.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية ووكالة فارس أن محاولة الاغتيال جرت في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، حيث قام إرهابيون بتفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة السيد فخري زادة.
وقال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوكالة رويترز، إن المكتب يمتنع عن التعليق على أنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً، الجمعة.
بينما نفى المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي وقوع أية حادثة ضد العلماء النوويين في بلاده.
وأضاف كمال وندي، "جميع العلماء العاملين في الصناعة النووية في بلادنا في صحة كاملة، ولم تحدث أي حادثة ضد أي منهم".
ونقلت وكالة إيسنا للأنباء عن المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية القول، "لا حادثة تعرض إليها أي من العلماء النوويين في بلادنا".
وجاء تعليق المسؤول الإيراني بعدما أوردت عدد من وسائل الإعلام المحلية، وكذلك نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنباء عن اغتيال محسن فخري زادة.
واتهمت إيران في وقت سابق الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيالات ضد علماء إيرانيين، وأعلنت اعتقال عدد منهم ومحاكمتهم.
ورجح المتخصص في الشؤون الاستخباراتية رونين بيرغمان، في حديث إلى القناة العاشرة الإسرائيلية، أن يكون فخري زادة ضمن قائمة "الموساد" السوداء، نظراً لدوره البارز في برنامج إيران النووي، مضيفاً أن خطة اغتياله وُضعت جانباً، على الأرجح، في عهد حكم سلف نتنياهو بمنصب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت.
وافترض بيرغمان، وهو صحافي لديه اتصالات في الأوساط الاستخباراتية، أن أولمرت رفض الخطة خوفاً من إحباط العملية وضبط عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على الأرض، مشيراً إلى أن تراجع "الموساد" عن محاولة اغتيال فخري زادة بعد تولي نتنياهو الرئاسة في العام 2009، يعود إلى اعتقاد تل أبيب بأنه لن يعود مصدراً للمعلومات الاستخباراتية.
وكشف الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية آرون زئيفي فاركاش، في حديث إلى قناة "Hadashot TV"، أن السلطات الإسرائيلية كانت تراقب فخري زادة خلال سنوات، وتتحرى عن اتصالاته وتصرفاته.