ظل المواطن إسماعيل محمد هادي، والذي شرّدته الحرب في أحد الأسواق العامة بمحافظة إب وسط البلاد، حريصا على إطعام الكلاب الشاردة بشكل يومي، وعندما فارق الحياة بشكل مفاجئ، كانت تلك الكلاب ترد له الجميل و تحرس جثته حتى صباح اليوم التالي.
ورغم حالة الفقر التي دفعته للعيش في كوخ من الأوراق ولحاف متواضع على قارعة سوق شعبي، إلا أن المواطن " إسماعيل هادي"، كان يتردد على عدد من المطاعم الشعبية المجاورة لآخذ بقايا الطعام، وتقديمها كوجبات لا تنقطع لعدد من الكلاب المشردة.
وقال مصدر محلي إن إسماعيل هادي كان يقطن جوار السوق الشعبي بمديرية "الدليل" في محافظة إب منذ سنوات، وطيلة مكوثه في أحد الأكواخ التي شيدها كمسكن له، لم يكن له علاقة مع أحد سوى الكلاب الشاردة، التي دائما ما كان يوفر لها الطعام بشكل يومي.
وذكر المصدر،أن عددا من الباعة المتجولين تفاجأوا، صباح الثلاثاء، بالمواطن "هادي" وهو ملقى على الأرض وبجانبه الكلاب التي كان يحرص على توفير الغذاء لها بشكل دائم، وظلت بجواره حتى تم نقل الجثة إلى المركز الصحي بمدينة إب وفقا للعين الأخبارية.
ووفقا لسكان محليون، فقد أكدت التقارير الطبية، أن الرجل تعرض لذبحة صدرية من المتوقع أنها داهمته في المساء، وبما أن السوق الشعبي يغلق أبوابه لحظة الغروب، فلم ينتبه أحد لوفاته سوى في الصباح، فيما ظلت الكلاب تحرسه حتى قدوم الباعة المتجولين.
وأحدثت صورة الكلاب الوفية بجانب صاحبها هزة في الشارع اليمني، حيث طالب عشرات الناشطين والحقوقيين بأن تشكل دافعا لأطراف النزاع بوقف الحرب، والبحث عن السلام.
وقال الصحفي صدام أبوعاصم، في تدوينة على تويتر، إن المواطن "إسماعيل هادي" شردته الظروف القاسية، لكنه لم يفقد إنسانيته، فقد كان معروفا عنه حبه للكلاب وإطعامهم رغم مابه.
وأضاف: "حين مات وحيدا في أرصفة أحد الأسواق بمدينة إب، وسط البلاد، لم يكن بجانبه أحد سوى هذه الكائنات الوفية، تبدو بجانبه حزينة وكأنها أدركت فداحة الفقد، ولذلك اوقفوا الحرب".
وأكد المحامي اليمني، عبدالكريم سلام، أن الصورة تكشف أن الخير يظل ملازما للإنسان السوي، حتى وإن عاش شقيا ومتشردا، كما الحال مع المواطن إسماعيل هادي.
وقال سلام في تدوينة على تويتر: " رغم تشرده وبؤسه ،إلا أنه عُرف في سوق (الدليل) بمحافظة (أب) بأنه الإنسان الذي كان يطعم الكلاب، وعندما لفظ أنفاسه ردت له الجميل بالوفاء فاستمرت تتمسح بجثته وفاء منها".