اتسمت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن،بالفوضى والصراخ وتبادل الإهانات، في مشهد هزلي جعل من الصعب على أياً منهما توجيه وجهة نظره.
وتضمنت المناظرة الرئاسية عددا من النقاط والملفات،منها الإقتصاد ونظام الضرائب والتعامل مع جائحة كورونا ونزاهة الإنتخابات.
وفيما حاول المذيع كريس والاس بلا جدوى في بعض الأحيان السيطرة على المناظرة، تحدث المتنافسان في نفس الوقت وتبادلا الإهانات في مشاجرة سياسية مذهلة جعلت من الصعب على أي من الرجلين توضيح وجهة نظره.
وقال بايدن غاضبا بعد مقاطعات متكررة خلال الجزء الأول فقط من المناظرة بشأن المحكمة العليا ”ألا تصمت يا رجل؟ هذا غير رئاسي بالمرة“.
ووصف بايدن ترامب بأنه ”مهرج“ و“عنصري“ و“جرو بوتين“ في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال له ”أنت أسوأ رئيس عرفته أمريكا على الإطلاق“.
ورد ترامب قائلا ”لا يوجد أي شيء ذكي بشأنك يا جو“.
وفيما بعد حث والاس نفسه الرئيس على التوقف عن مقاطعة منافسه.
وقال والاس ”أعتقد أن البلاد ستحظى بخدمة أفضل إذا سمحنا للشخصين بالتحدث بمقاطعات أقل. أناشدك سيدي أن تفعل ذلك“.
ورد ترامب ”حسنا، وهو أيضا“. فقال والاس ”حسنا، صراحة أنت تقوم بالمقاطعة أكثر“. فرد ترامب ”لكنه يفعلها كثيرا“. وهاجم بايدن بشدة أسلوب تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا، قائلا إن ترامب ”أصابه الذعر“ وتقاعس عن حماية الأمريكيين لأنه أكثر اهتماما بالاقتصاد.
وقال بايدن عن ترامب الذي حث الدول على إعادة فتح اقتصاداتها وهون من خطر الوباء ”لقد أصابه الذعر أو نظر إلى سوق الأسهم“.
وأردف قائلا ”مات كثيرون وسيموت عدد أكبر بكثير ما لم يصبح أكثر ذكاء بكثير وأسرع بكثير“.
واعترض ترامب على استخدام بايدن كلمة ”ذكي“. وقال ترامب ”انت تخرجت إما الأخير أو الأخير في صفك الدراسي تقريبا. لا تستخدم كلمة ذكي أبدا معي. لا تستخدم هذه الكلمة مطلقا“.
ودافع ترامب عن أسلوب تعامله مع الوباء الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف في الولايات المتحدة وأدى إلى خسارة ملايين الأمريكيين لوظائفهم.
وقال ترامب ”لقد قمنا بعمل رائع... لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبدا القيام بالعمل الذي قمنا به“.
ومع إدلاء أكثر من مليون أمريكي بأصواتهم من خلال التصويت المبكر بالفعل ونفاد الوقت أمام تغيير الآراء أو التأثير على شريحة صغيرة من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، فإن المناظرة بين المرشحين للبيت الأبيض تنطوي على مخاطر كبيرة قبل خمسة أسابيع من انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني. ولم يتصافح المرشحان في بداية المناظرة التزاما بقواعد التباعد الاجتماعي خلال جائحة فيروس كورونا.
وتقدم بايدن (77 عاما) بشكل مطرد على ترامب (74 عاما) في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد رغم أن استطلاعات الرأي في الولايات الحاسمة تظهر تقارب المنافسة.
ويحضر المناظرة التي تستغرق 90 دقيقة جمهور محدود ملتزم بالتباعد الاجتماعي بسبب الجائحة. وتجرى المناظرة في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند ويديرها المذيع كريس والاس من قناة فوكس نيوز. وهذه هي المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات من المقرر إجراؤها.
وقال منظمون إن الحضور حوالي 80 شخصا، بمن فيهم أفراد عائلتي المرشحين وضيوفهما وموظفو الحملتين والمضيفون ومسؤولو الصحة والأمن والصحفيون.
وسبق أن رفض ترامب الالتزام بالتداول السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات، وكرر مزاعمه التي لا أساس لها بأن التصويت بالبريد سيؤدي إلى حدوث تزوير. ويقول الخبراء إن التلاعب نادر للغاية.
وقال ترامب إنه يتوقع أن تتخذ المحكمة العليا قرارا بشأن الانتخابات وأن ”تنظر في بطاقات الاقتراع“. وحث أنصاره على الذهاب لمشاهدة عملية الاقتراع.
وحث بايدن الأمريكيين على وضع خطة للتصويت وأكد للناخبين أن ترامب سيرحل إذا فاز بايدن. وقال إنه لن يعلن الفوز حتى يتم التحقق من صحة النتيجة.
* المحكمة العليا دافع ترامب عن تحركه السريع لمحاولة ملء مقعد في المحكمة العليا الأمريكية، قائلا إن ”الانتخابات لها عواقب“ وإن لديه الحق رغم اعتراضات الديمقراطيين.
وقال ترامب في دفاعه عن مرشحته القاضية المحافظة إيمي كوني باريت ”سأقول لكم بكل بساطة إننا فزنا في الانتخابات، والانتخابات لها عواقب. لدينا مجلس الشيوخ ولدينا البيت الأبيض ولدينا مرشحة استثنائية يحترمها الجميع“.
لكن بايدن قال إن مقعد الراحلة روث بادر جينسبرج يجب شغله بعد انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، عندما يتضح من سيكون الرئيس.
وقال بايدن ”يجب أن ننتظر، يجب أن ننتظر ونرى نتيجة هذه الانتخابات“، وأضاف أن محكمة عليا تضم محافظين أكثر ستعرض قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة المعروف باسم ”أوباما كير“ للخطر.
ويتحرك ترامب بسرعة لشغل مقعد جينسبرج على أمل تعزيز الأغلبية المحافظة في المحكمة.
وقاطع ترامب بايدن مرارا وتكرارا أثناء محاولته الإجابة على الأسئلة، مما دفع بايدن للتدخل قائلا ”ألا تصمت يا رجل؟“.
ويناقش ترامب وبايدن مجموعة من التحديات السياسية الملحة، بما في ذلك الوباء الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف في الولايات المتحدة وأدى إلى فقد ملايين الوظائف بالإضافة إلى الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية والمعركة بشأن المحكمة العليا.
وقبل ساعات من المناظرة نشر بايدن إقراراته الضريبية لعام 2019 ودعت حملته ترامب إلى القيام بالشيء نفسه.
واتخذ بايدن هذه الخطوة بعد يومين من إعلان صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب دفع 750 دولارا فقط من ضرائب الدخل الاتحادية في عامي 2016 و2017، بعد الإبلاغ لسنوات عن تكبد شركاته خسائر فادحة.
ولم يدفع ترامب، بحسب الصحيفة، ضرائب على الدخل خلال عشر سنوات من آخر 15 عاما. وسعى ترامب طويلا إلى الحفاظ على سرية سجلاته المالية الشخصية.
وأظهرت إقرارات بايدن الضريبية أنه وزوجته جيل دفعا أكثر من 346 ألف دولار كضرائب اتحادية ومدفوعات أخرى لعام 2019 على دخل يقارب 985 ألف دولار قبل أن يسعيا لاسترداد ما يقرب من 47 ألف دولار قالا إنهما دفعاها أكثر مما كان ينبغي عليهما دفعه.