على غرار سلوكيات داعش والتنظيمات المتطرفة، يسعى الحوثيون لفرض قواعد وأنظمة جديدة في المناطق والمدن الرئيسية الواقعة تحت سيطرتهم ، يفصحون من خلالها عن حقيقة الصورة المتشددة لتلك الجماعات الدينية التي لاتختلف كثيراً عن بعضها البعض.
وقبل أيام أصدر الحوثيون تعميماً يقضي بالفصل بين الجنسين ومنع الإختلاط في الجامعات الحكومية والخاصة ، بالتزامن مع عودة الطلاب الى قاعات الدراسة بعد فترة توقف إجبارية للحد من انتشار وباء كورونا.
إجراء يرى كثيرون بأنه سيسهم في إسقاط القناع عن وجه جماعة أنصار الله التي تحاول عبثاً تقديم نفسها كجماعة تقدمية لاتشبه التنظيمات الايديولوجية المتشددة.
تقول إيمان محمد وهي طالبة في المستوى الثالث بجامعة صنعاء أن مثل هذه الممارسات والتوجيهات تسهم بشكل كبير في فضخ الوجه الحقيقي المتشدد لجماعة الحوثي التي تسعى لتحويل الجامعة الى ما يشبه "كابل" في أفغانستان.
وأوضحت في حديثها ل "ديبريفر" أن المجتمع اليمني بطبيعته مجتمع مسلم ومحافظ لديه من القيم والعادات والتقاليد والفضيلة ما يكفي، دون الحاجة لمثل هذه التعميمات المتطرفة التي ترى في الأنثى مجرد سلعة جنسية لا أكثر وتحط من شان الرجل بوصفه حيوان لايهتم سوى بغرائزه، وهذا الأمر سيسهم دون شك في خلق جيل مسخ ومشوه نفسياً وعقلياً.
مختتمة حديثها بالقول، "ينبغي على الحوثيون ترك مثل هذه الأشياء التي تفقدهم الكثير من رصيدهم الشعبي، والإنشغال بقضايا أهم تلامس حياة المواطنين وتخفف من أوجاعهم.
وقوبل التعميم الحوثي الجديد بموجة من الغضب والسخرية في الشارع اليمني وعلى منصات التواصل الإجتماعي.
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الحوثيون مشاعر السخط بمثل هذه التعميمات والسلوكيات المتطرفة.. إذ سبق أن شنت الجماعة حملة مضايقات وتنكيل ضد أصحاب محلات بيع العبايات وقامت بإحراق ما زعمت بأنه لا يتناسب مع التعاليم الإسلامية.
كما تتعرض الفتيات في جامعة صنعاء للمضايقة من قبل ما يسمى فرقة الزينبيات، بسبب العبايات المزركشة وذوات الأربطة.
وقبل عامين تقريباً أجبرت جماعة الحوثي صالونات التجميل النسائية على إزالة الصور النسائية التي تستخدم في العادة على صدر اللوحات الإعلانية الخاصة بتلك المحلات.
